نافذة مصر
 ما حدث بحق النشطاء ، وماتبعه من اعتقالات ، ثم إفراج بالطلب ، والأمر ، وزيادة في استكمال المشهد يتم اعتقال بعض رموز هؤلاء ، وتفكيك حركة تمرد بالإسكندرية ، وما سيتبعه من إعادة نشر قوات أنصار الانقلاب وأذنابه ، بين الثوار ، هو عملية تخليط مقصودة ، لإحداث تداخل بين الثائر الحق ، ومرتزقة الثوار أذناب الانقلاب وأدواته ، فإ علان التوبة من هؤلاء المصنوعين بعد علقة ساحنة معدة ومجهزة ، بدرجة حرارة هادئة دون الاحتراق ، من قبل أمن الانقلاب ، باتفاق ، والإلقاء بأنفسهم في حضن ثوار الشرعية ومناهضة وإسقاط الانقلاب ، هو خداع لا ينبغي التماهي والتعاطي معه إلا بحذر ، فالانقلاب بكل إجرامه استطاع أن يحدث تمييزا في المجتمع ، وليس انقساما ، تمييزا بين شعب وشعب ، وأحرار ومرتزقة من لاعقي البيادة ، هذا التمايز أبرز الحراك الثوري ، وكتلة الشرعية بقوة لم يكن الانقلاب يتوقعها ، واستبانت السبل ، بكل وضوح حتى لم يعد ثم قدرة على استتار وتخف ، وبدت المعركة جلية واضحة بين معسكر الحق ، الذي ارتكبت بحق أنصاره مجازر ومذابح ، ومعسكر الباطل بكل أدواته وإجراءاته القمعية وأنصاره ، هذا التمايز من شأنه أن يؤدي إلى انحيازات إلى معسكر الحق كلما تكشفت الحقائق ، و اشتعلت الوقائع قتلا وظلما للأبرياء ، فمعسكر الحق مرشح للازدياد ، مرشح للتكاثر والتضخم والانتشار ، فالمجرم لايزال على عنفه وقمعه ، والحراك الثوري لايزال على سلميته يتلقى الضربات الموجعة والمفجعة بثبات وصبر ، مما يستفز الشعور العام ، ويستحثه لاتخاذ موقف لن يكون في أكثره خذلانا للحق ، بل سيكون انتصارا له ؛ لشدة وضوحه وتباينه ، من هنا كان على الانقلاب أن يناور مرة عاشرة للالتفاف على هذا التمايز النقي ، بإعادة التجريف والخلط وإخداث تداخلات وتشابكات ، من شأنها أن تحدث نوعا من الارتباك والاضطراب .
فقبول هؤلاء صعب من حيث الانطلاق من نقطة واحدة ، يرفضها الدخلاء ، ومن هنا ترتفع أصوات تشغب على الحراك الثوري وربما تتشكل قوة ثورية تفتح لها الطرق للتشويه ولكن من زوايا وبمعطيات أخرى ، فخلط الحابل بالنابل أراه سياسة انقلابية ماكرة لابد من الحذر منها ، بالثبات على الموقف محددا بثوابته دون أي تزحزح ولو قيد كلمة ، مهما كانت الضغوط من تلك المجموعات باتهامات وادعاءات يفترض أننا صرنا نحفظها عن ظهر قلب ..
البقاء والإبقاء على حالة التمايز مهمة جدا ، حتى لايجد الدخلاء ثغرة للدخول منها لإحداث شئ من التشرذم أو التنازل عن جزء من ثوابت الثورة .
نحن من سنصنع القادم ولن نسلم مستقبل الأمة لشرذمة من وكلاء القوى الصليبية تعيد احتلالها بالوكالة من جديد .
إنها معركة مصير أن تكون الأغلبية المسلمة حاكمة ومهيمنة ، أو أن تظهرالشرذمة العلمانية والأقلية الطائفية من ورائها داعمة وممكنة .

المعارك الفاصلة في حياة الأمة لا تعترف بأنصاف الحلول ، ولا التلاقي على قواسم مشتركة من شأنها تغييب الثوابت ، وتضييع الحقوق ..
نحن نضمن حقوق الناس وحرياتها ، ولانثق ـــ بحكم تاريخ ستة عقود من حكم عسكري شمولي علماني مستبد ـ ، لانثق بأي قوى أخرى لاتنطلق من مرجعية الإسلام ركيزة لنهضة حضارية
إذ كيف أعاودك وهذا أثر فأسك