محمد السروجي

جاءت الأحداث الدامية لجريمة رفح والتي راح ضحيتها 16 جندياً مصرياً فضلاً عن عدد الجرحى ، تؤشر لعدة دلالات وتداعيات بل وتحولات نوعية لم تكن في الحسبان محلياً على المستوى العسكري والسياسي والإعلامي والشعبي ، وأيضاً  على المستوى الإقليمي والدولي ، منها :

** كشف الغطاء الفني والمهني عن المؤسسات السيادية خاصة الاستخبارتية والأمنية ، ما يؤكد أنها تعاني حالة من الترهل التنظيمي والتراجع الأدائي وعدم القدرة على إدارة الأزمات خاصة التي تتعلق بالسيادة الوطنية وحماية أرواح المصريين

** تدني الأداء التنفيذي للمؤسسة العسكرية وفي مقدمتها المجلس العسكري الذي انشغل بالحياة المدنية والحسابات السياسية والمعارك الإعلامية منحرفاً عن دوره الوطني والمقدس في حماية السيادة الوطنية

** الصراع القائم داخل أروقة المجلس العسكري وغياب التناغم والتفاهم والتنسيق في مواجهة الأزمات الكبرى :راجع تصريحات اللواء موافي مدير المخابرات الذي تحدث بسذاجة مطلقة في علمه المسبق بحدوث أعمال عنف وإرهاب وعدم توقعه أن المسلم لن يقتل مسلما ، ثم قذفه الكرة بملعب المجلس العسكري – الجهة المختصة – الذي وصلته المعلومات ولم يتعاطى معها بمسئولية "

** حالة السقوط الأخلاقي على المستوى الإعلامي والسياسي بمحاولة إلصاق التقصير بمؤسسة الرئاسة بعيداً عن المخابرات والمجلس العسكري بهدف تصفية الحسابات السياسية وهو ما يؤشر أن بصدد شخصيات وتيارات ميكيافلية وغير أخلاقية

** أجواء الانهيار المهني والقيمي لعدد غير قليل من النخبة الفكرية التي تطابقت رؤيتها للحدث مع رؤية الكيان الصهيوني في أن المجرم الفاعل من حماس أومن الإسلاميين المصريين المفرج عنهم ، وهذا ما كذبته الحقائق والشواهد والدلائل

** فشل التيار المناوئ لمرسي في استدعاء بدائل تمثل ستاراً كثيفاً لشغل الرأي العام عن القرارات الرئاسية الكبيرة التي تلقها الشارع بحالة من الرضا والارتياح بل وأحياناً الفخر "راجع الحملة الإعلامية المفتعلة ضد الرئيس والإخوان على خلفية تغيير القيادات الصحفية في المؤسسات الحكومية ومحاولة تصوير أن التغيير جاء لأخونة الإعلام وخطف الدولة "

** تعامل الرئيس مرسي بمسئولية وميدانية عالية على مستوى التصريحات والمواقف والممارسات "إقالة 6 من كبار القادة العسكريين والأمنيين – التواجد الميداني المتكرر وسط الحدث في رفح – العمليات العسكرية لتطهير سيناء وبسط السيادة الوطنية "

** العمليات العسكرية الكبيرة وغير المسبوقة داخل سيناء والتواجد البشري والتسليحي غير المسبوق لتطهير بؤر الإرهاب ، ما فتح الباب وبقوة في إعادة النظر في كامب ديفيد وبسط السيادة المصرية على سيناء كل سيناء

** تراجع فرص العسكري ومؤسسات الدولة العميقة أمام الرئيس مرسي  بل يرى البعض أنهم في أضعف حالتهم وهي فرصة لاستكمال التطهير والتغيير داخل المؤسسة العسكرية

** زيادة فرص الرئيس مرسي لقيادة دولة الثورة في المزيد من الرقابة والمحاسبة لكل مقصر خاصة في توفير المطالب الحياتية الأساسية وهو ما أعلنه مرسي بالفعل ظهر الجمعة 10\8\2012 م

** استعادة الرئيس مرسي جزء كبير من شعبيته التي كانت على المحك وجرأت عدد من الإعلاميين والسياسيين التطاول على شخصه بدرجة غير مسبوقة

نعم .. رب ضارة نافعة ، رحم الله الشهداء وحفظ مصر الثورة .

______________

كاتب مصري