روت السيدة ماجدة أبوبكر عزام -زوجة السفير المعتقل محمد رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، والمعتقل بسجن العقرب- تفاصيل زيارتها لزوجها مؤخرًا، واصفة ما رأت خلال الزيارة بأنه الكارثة الثانية التي تتضمن البهدلة والذل والضغط المالي الذي تتعرض له زوجات وأبناء وامهات المعتقلين في تلك المقبرة.
وأشارت إلى أن الرحلة تبدأ قبلها بليلة؛ حيث يحضرن ليبتن أمام باب السجن ليضمن مكانًا متقدمًا في الصف؛ حيث يحدد كل مرة عدد دخول زوار العقرب من 30 إلى 50؛ بينما يصل النزلاء إلى 1500 معتقل.
وقالت: نقف في طابور بين أي بلوكات أسمنتية عرض الممر لا يزيد عن متر، وطول البلوك متر؛ حيث تقف مئات النساء، أما الأطفال فهم موجودون إما من الليلية السابقة، أو مثلي من الخامسة صباحا.
وتشير إلى أنه من المفترض أن يتم فتح الباب الساعة السادسة، إلا أنه لم يفتح أبدا في هذا الموعد، إضافة إلى تأخر عاملة تفتيش النساء.
وحين يفتح باب "المغارة" تقع الكارثة؛ حيث التدافع الشديد للوصول إلى الباب، مصحوبًا بصراخ الأطفال "المزنوقين"، والنساء اللاتي يحاولن القفز من فوق الحجز، ليتقدمن فتشتعل المشاجرات بين النساء، ويحضر الضابط الكبير، الذي يقسم بالله إنه لو لم تنتظم السيدات فلن يتم إدخال أحد.
ومع الدخول، تشير زوجة السفير رفاعة الطهطاوي إلى بداية المرحلة الثانية؛ حيث يجتمع الزوار المتجهين إلى السجون الخمس الموجودة في المكان نفسه، ويبدأ التدافع مرة أخرى عندما ينادي اسم السجن؛ "أما نحن غلابة سجن العقرب فيجب قبل أن يتركنا نذهب لنركب "الطفطف" أن يتأكد أن اسمنا موجود في الكشف الذي سجل فيه أسماؤنا عند الدخول من البوابة".
ثم تشرح المرحلة الثالثة من رحلة الزيارة المهينة قائلة: "الساعة الآن التاسعة، تبدأ برحلة الطفطف المحطمة للعظام، ثم الوصول لنقف في الطابور لاستلام البطاقات الشخصية، وننتظر حتى ينادى على أول مجموعة من الأسماء، التي لا تزيد عن أربعة أو خمسة، وتنتظر حتى يخرجوا لتدخل مجموعة أخرى، وحين نودي على اسم نزيلنا كانت الساعة 11,30، وبعد تفتيشنا مرة ثانية.
أما المرحلة الرابعة من الزيارة فتلخصها حفيدة عبدالرحمن باشا عزام قائلة: "يبدأ الانتظار في صالة كبيرة، وننتظر حضور الضابط بالكشف، وينادي الأسماء حسب القسم؛ من أش1 إلى أش4، وحين ينادى على اسمنا نذهب إلى حجرة الانتظار الأخيرة الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وننتظر وننتظر؛ لأن الدخول عائلة واحدة أو عائلتان كل مرة، وبعد الزيارة نذهب لننتظر الطفطف ليأخذنا إلى الخارج تكون الساعة تجاوزت الثانية والنصف لتكتمل رحلة الساعات العشر من أجل زيارة لم تتجاوز دقائق.