قال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، إنه يمكن رؤية رغبة المجتمع الدولي لحل مشكلة إقليم "قره باغ"، في حال إقران دعوة وقف إطلاق النار بانسحاب أرمينيا منه.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيرته السويدية آن ليندي، عقب لقائهما في مقر الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة.

ولفت أن بلاده تعبر عن موقفها حيال قضية "قره باغ" في كل المحافل، معربا عن ترحيبهم بدعوة المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار.

ولفت إلى القرارات التي اتخذها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن "قره باغ"، مضيفا: "يمكن أن نلمس رغبة المجتمع الدولي لحل المشكلة، في حال إقران دعوة وقف إطلاق النار بانسحاب أرمينيا من الأراضي الأذربيجانية".

واستشهد تشاووش بموقف المجتمع الدولي تجاه أوكرانيا وجورجيا وقال: "عندما يتعلق الأمر بأراضي أوكرانيا أو جورجيا نقول جميعًا بما في ذلك منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إنه ينبغي على روسيا أو العناصر الأخرى المتواجدة هناك الانسحاب منها، لكننا لا نوجه نفس الدعوة عندما يتعلق الأمر بقره باغ".

وشدد على دعم بلاده لحل سلمي بواسطة المفاوضات لأزمة الإقليم المحتل، مبينا أن فشل التوصل إلى حل لغاية اليوم زاد من وتيرة العدوان الأرميني.

وأوضح أن الاعتداءات الأرمينية تستهدف المدنيين على وجه الخصوص، وأنها استمرت في عدوانها حتى بعد دخول الهدنة التي تم التوصل إليها في موسكو، لأسباب إنسانية، حيز التنفيذ، ما أدى لاستشهاد الكثيرين.

وفي 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلقت أذربيجان عملية في "قره باغ"، ردا على هجوم أرميني استهدف مناطق مأهولة مدنية.

وفي إطار العملية، تمكن الجيش الأذربيجاني من تحرير مدينة جبرائيل، وبلدة هدروت، وأكثر من 30 قرية من الاحتلال الأرميني.

والجمعة، تم التوصل إلى هدنة إنسانية بعد اجتماع ثلاثي مطول عقد في العاصمة موسكو، بين وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا وروسيا.

لكن أرمينيا خرقت الهدنة بعد أقل من 24 ساعة بقصفها مدينة كنجة الأذربيجانية بالصواريخ، ما أسفر عن مقتل 10 مدنيين وإصابة 35 آخرين.

وأعرب في سياق آخر، عن بالغ أسفه وانزعاجه إزاء حادثتي الاعتداء على القرآن الكريم في السويد مؤخرا، من قبل مواطن دنماركي، وحزب يميني متطرف معادي للإسلام.

كما عبر في هذا الصدد عن امتنانه جراء التدابير التي اتخذتها السلطات السويدية بحق السياسيين العنصريين المتطرفين، وتصريحات رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين.

ووصف تشاووش أوغلو العنصرية بأنها "مرض خطير مثل الإرهاب، ولذلك يجب علينا التضامن والتعاون لمواجهته".

وأكد على استعداد تركيا للتعاون مع المجتمع الدولي في التصدي لهذه الأمراض التي تستهدف القيم الإنسانية في أوروبا وعموم العالم.

وأشار تشاووش أوغلو إلى دعم السويد لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، مضيفا "كما أنها توجه انتقادات لنا عند الضرورة، وإننا نقبل بالانتقادات عندما تكون بناءة، لكننا نرفضها عندما تكون بخلاف ذلك، وقائمة على أحكام مسبقة".