المعتقلون يطاليون بوقف التعذيب والإهمال الطبي وعدم التعرض لأسرهم أثناء الزيارة

المجتمع الدولي مطالب باتخاذ موقف حاسم من الجرائم التي ترتكبها السلطات المصرية في السجون

دخل عدد من المعتقلين في سجن طرة شديد الحراسة1 (العقرب) على خلفية قضايا رافضة للانقلاب العسكري إضرابا مفتوحا عن الطعام اعتراضاً منهم على حملات الإذلال والتعذيب الممنهج والقتل البطيء الذي يتعرض له المعتقلون ، بالإضافة إلى المعاملة المهينة التي يعاني منها ذووهم من قبل إدارة السجن أثناء الزيارة.

وكان 150 محتجزاً أعلنوا إضرابا كليا عن الطعام بتاريخ 21 فبراير2016 وبعد فترة وجيزة أنضم إليهم عدد آخر  ليصل عدد المضربين إلى 253 محتجزاً حتى الآن.

وفي إفادات للمنظمة أكد ذوو المعتقلين في سجن العقرب أن المحتجزين مجردين من جميع حقوقهم القانونية التي أقرها لهم القانون المصري ولائحة تنظيم السجون، حيث يتم حبسهم داخل زنازين ضيقة بلا فتحات تهوية، ولا تحتوي على أسرّة أو أغطية أو دورات مياه، فضلاً عن حرمانهم من التريض ومنع الأدوية عن المحتجزين المرضى، والتعنت في نقل المحتجزين أصحاب الحالات الصحية المتأخرة للمستشفى ورفض احتجازهم بداخلها، كما لا يتم تقديم كميات مناسبة من الطعام، بالإضافة إلى تلوث مياه الشرب المقدمة من قبل إدارة السجن، وإجبار المعتقلين على الشراء من "كانتين" السجن، والذي يبيع السلع بأربعة أمثال ثمنها.

وأضافت الأسر أنهم لم يسلموا من سوء المعاملة من قبل إدارة السجن، حيث ذكروا أن الإدارة تتعمد التضييق عليهم في الزيارات، ولا تلتزم بأدنى المعايير القانونية التي حددها القانون في تنظيم الزيارات، فلا يتم الإلتزام بمكان أو مدة الزيارة المنصوص عليها، خاصة بعد إعلان إدارة السجن عن عدم سماحها لأكثر من 20 زيارة في اليوم الواحد، وهو ما يضطر جميع الأسر للحضور قبل موعد الزيارة بعشر ساعات على الأقل لحجز مكان متقدم في جدول الزيارات، بالإضافة إلى التفتيش الذاتي المهين الذي يتعرضون له، وخاصة السيدات.

وكانت المنظمة قد رصدت اعتداءات متكررة من قبل أفراد الأمن المسؤولين عن سجن العقرب على أسر المعتقلين وتعريضهم للضرب وللحرمان من الزيارة. 

 في إفادتها للمنظمة قالت يمنى (24 عاماً) نجلة المعتقل خيري عبد العزيز محمد-مواليد 27 سبتمبر/أيلول 1963، والمحبوس احتياطياً داخل عنبر اتش4 وينج1 "بتاريخ 14 فبراير/شباط 2016 كنا في زيارة لوالدي بعد حرمان غير مبرر من الزيارة استمر أكثر من ثلاثة أسابيع، وفوجئنا بإدارة السجن ترفض السماح للأسر بالدخول متعللة بأن القدرة الإستيعابية للسجن لا تحتمل أكثر من 20 أسرة، وكنا من ضمن الممنوعين، فاعترضت أنا وشقيقتي الصغرى رحمة (13 عاماً) وطالبنا بحقنا في الزيارة، فاعتدى علينا أحد ضباط المباحث في السجن، وقام بلكمي في وجهي، وضرب شقيقتي بالهراوة في بطنها، وطردنا من السجن".

كما تلقت المنظمة شكوى من أسرة أحد المعتقلين المضربين، ويدعى محمد فريد حبشي خليفة-مواليد12 مايو/أيار 1994، والمحبوس احتياطاً داخل اتش1 وينج4، ذكرت فيها " دخل محمد إضرابه عن الطعام منذ أسبوع، حيث أنه يعاني من الإهمال الطبي داخل السجن، وذلك لحاجته لحضور جلسات علاج طبيعي لقدمه اليسرى والتي فقد القدرة على المشي بها نتيجة تعرضه للتعذيب بعد اعتقاله بتاريخ 12 أغسطس/آب 2014، كما أننا نلاقي معاملة مهينة أثناء زياراتنا له، خاصة وأننا نأتي من محافظة الإسكندرية لزيارته، ومع ذلك لا يسمح لنا بالدخول إذا كان رقم زيارتنا تخطى الـ 20 في جدول الزيارات، وإذا تم السماح لنا بالدخول، لا تتجاوز مدة الزيارة عشر دقائق، ونتعرض خلالها لتفتيش ذاتي مهين".

وفي شهادتها للمنظمة قالت آية علاء حسني زوجة الصحفي المحتجز في سجن العقرب حسن محمود رجب القباني-مواليد 27 يوليو/تموز 1983، والمحبوس احتياطياً داخل عنبر اتش2 وينج4، على خلفية القضية رقم 317 لسنة 2013 حصر أمن دولة " بدأ زوجي وآخرين إضرابهم عن الطعام منذ 21 فبراير/شباط 2016 اعتراضاً منهم على سوء الأوضاع داخل السجن، حيث أن الأوضاع في سجن العقرب مزرية للغاية، فزوجي محبوس احتياطي داخل زنزانة انفرادية في ظروف غير آدمية منذ اعتقاله بتاريخ 22 يناير/كانون الثاني 2015 حتى الآن، ولا يتم السماح له بالتريض أو الاحتفاظ بأية متعلقات شخصية داخل الزنزانة، بالإضافة إلى التضييق عليه وعلينا أثناء الزيارة، ففضلاً عن كون الزيارة وراء حاجز زجاجي، فإن مدتها لا تتجاوز 15 دقيقة".
 
وكان سجن العقرب قد شهد وفاة 6 محتجزين معارضين منذ بداية الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013 وحتى الآن نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، بالإضافة إلى وجود عشرات المحتجزين المرضى المهددين بالموت داخل السجن.

إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تؤكد أن الانتهاكات التي يعاني منها المعتقلين وأسرهم في سجن العقرب هي جرائم تعذيب ممنهجة وأحد صور العقاب الجماعي التي يمارسها النظام المصري عبر أجهزة الأمن. 

إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تدعو أمين عام الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف أخلاقي إزاء الإنتهاكات الخطيرة التي ترتكبها السلطات المصرية (سلطات الانقلاب العسكري)بحق شريحة واسعة من المواطنين المصريين فالصمت الطويل جرأ السلطات المصرية على الإستمرار في جرائمها.

إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان تدعو اللجان المتخصصة بمنع التعذيب والمعاملة الحاطة من الكرامه ومنع الإعتقاال التعسفي إلى زيارة سجن العقرب وباقي السجون المصرية والضغط على السلطات المصرية لإنهاء ملف الإعتقال السياسي.
 
المصدر: المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا ونافذة مصر