مما لا شك فيه أن ثورة يناير لم ينزل فيها إلا الأحرار فقط ، والأحرار من جميع طوائف وطبقات المجتمع المصري.

فخيمة الميدان كانت تجمع بين الفقير والغني بين الإسلامي والليبرالي والعلماني والناصري والاشتراكي المسلم منهم وغير المسلم، جمعت بين عامة الناس وخواصهم.

خيمة الميدان بيَّنَت الجانب المشرق لمستقبل هذه البلاد وأوضحت حلم الغد المشرق .

في الميدان : توضأ المسلم بمياه النصراني ،ودافع الإسلامي عن النصراني والعكس ؛ كانوا جميعا يلتفون حول وردة جميلة اسمها مصر الغد كيف ستكون؟!... حتى التفت حولهم الغيوم السوداء والغربان التي تريد أن تنهش في الجميع، أرادوا أن يفرقوهم ففشلوا وعلموا أن تجمعهم قوة .

ومن هنا بدأت المؤامرة على هذه الخيمة التي كانت تجمع الجميع ، ففرقوهم وأوقعوهم بالفتن بين بعضهم البعض، جعلوا كلاً منهم ينهش في الآخر، ثم استغلوا ذلك حتى أسقطوا الخيمة التي كانت تجمعهم وتحمل بين ثناياها حلمهم الجميل.

فإن أراد أصحاب الخيمة نصبها مرة ثانية، عليهم أولا بالاصطفاف، عليهم أن يكونوا يداً واحدةً ليقيموا خيمتهم، ولكن هذه المرة لا يقيموها في ميدان التحرير فحسب وإنما يقيموها في ربوع هذه البلاد والتي لا تريد سوى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

‌‎وتمر الثورة في ذكراها الثامنة، الثورة التي انطلقت من تلك الخيمة، والتي طالبت بإسقاط النظام بانتكاسة.

ففي الوقت الذي تكتظ فيه السجون بآلاف المعتقلين المشاركين في الثورة والداعين لها، ينعم رموز المخلوع مبارك، ومن ثار الشعب على ظلمهم، بالحرية.

لقد وصلت مصر الآن لأسوأ حالاتها؛ داخليا وخارجيا

فهل آن الأوان لرفقاء الخيمة أن يجتمعوا وينفضوا كل خلاف؟!

هل آن الأوان ليتركوا الأنا ويتركوا كل سبل الانتقام؟

هل آن الأوان أن نعود لتلك الخيمة، دون أن نسأل أحد عن جماعته أو حزبه أو إساءته؟

يا رفقاء الخيمة هلموا فالخيمة تناديكم

خيمتكم اشتاقت لتوحدكم ؛ تناسَوا وأحبطوا كل مخططات العسكر