م.أحمد المحمدي المغاوري
هل العدو يعيش أسعد أيامه؟ وهل نحن نحقق له ما يتمناه؟ أو يحقق له الخسيسي هذه الفرحة؟ هذا هو السؤال...
لابد أن يعلم الجميع أن الصراع الذي يدور في مصر والمنطقة، أن أول المستفيدين من هذا الانقلاب الفاشي في مصر هو العدو الصهيوني الذي استوطن جسد هذه الأمة والمتربص بها منذ أن زُرِع فيها ،ففي هذه الآونة يعيش العدو أسعد أيامه نعم،فرحاً منتفشاً بما يحدث في أقطارنا العربية والإسلامية من ويلات نتجت عن انقسامات صنعها هو وبأيدينا نحن!!، صنعها على يد بني جلدتنا الأشقياء الذي باعوا بلادنا له، نعم فالعدو يغط فرحا بما يحدث في سوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن ويمتعض لما هو مستقر في تونس والمغرب وتركيا وها هي مصر يريد أن ينال منها يريد لها السقوط، فلقد أطمأن على سيناريو العراق منذ سقوط صدام وتسليم العراق للمد الشيعي مؤقتا "مطيتهم في المنطقة" مهما أظهروا لنا العداوة الظاهرة فيما بينهم،وزادت الطمأنينة لبني صهيون للوضع في سوريا حيث قام النُصيري عميلهم بشار بأداء دورة على أكمل وجه فما عادت هناك سوريا كما فعل أبيه الحافظ لأمن بني صهيون في حماه . لكن العدو لم تكتمل سعادته بعد ولن تكتمل إن شاء الله فما زال مخططه الأبليسي تقف في وجهه مصر حتى اللحظة بسلمية ثوار مصر الشرفاء برغم ما يحدث فيها من قتل وحرق وسجن لهم بعد الانقلاب الخسيسي الفاشي. فهل يقف شرفاء مصر من علماء وقادة وسياسيين وإعلاميين يقفون لحظه صدق مع أنفسهم ، ليضعوا حدا لما يحدث في مصر من انقسام مجتمعي .لكي تعود اللحمة بين المجتمع المصري. لقد فعل الخسيسي بانقلابه ما لم يقدر أن يفعله إبليس نفسه وأقول، بل وأكثر فلم يقتل ويسحل ويحرق وفقط، بل إن أمرا آخر فعله هو أخطر من هذا كله وأعُدُه بمثابة الفتنه التي هي أشد من القتل وهي تهديد للأمن القومي لمصر حيث فرق بين اللحمة المصرية وهو ما لم يحدث في تاريخ الدولة المصرية فقد اتسعت الهوة "بين الشعب بعضه ببعض بين الحكومة والقيادة وبين الأرض والشعب" وهذه هي مكونات الدولة" نعم والأرض فقد أصبح البعض المتهور المضحوك عليه يطالب بطرد فصيل مصري أصيل من أرضه مصر شارك وما زال يشارك في بناء مصر عبر العصور بسبب بعض شياطين الإعلام المأجورين من ساسة الانقلاب المحرضين على العنف،ولقد تفرقت مصرعلى مستوى الأسر والأفراد، بين الأب وابنه والزوج وزوجه والجار وجارة وبين صديق العمل حتى وصل الأمر للمواجهة فيما بينهم، فشاعت البغضاء والشحناء وهو ما يُسعد العدو الأول للبشرية"الشيطان" فقد يأس أن يعبده المصلون ولكن لم ييأس في التحريش والتحريض بينهم وهو ما نجح فيه السيسي وهو هو الذي أسعد العدو الصهيوني ليصبح كنزاً استراتيجيا جديدا" دوبلير مبارك" والعدو يتحين الفرصة لتكتمل سعادته بسقوط مصر!!.
لا يحق للانقلابي أن يحدثنا عن أمن مصر القومي وسيادة الدولة مبررا جريمته بحق شعب مصر والشرفاء، وهو يؤمن إسرائيل في اعتراف ضمني بها وينسق معها ويقيد سيناء الحبيبة حماية لأمن إسرائيل،وخروج لفظة العدو من العقيدة العسكرية المصرية
لتنتقل إلى حركة المقاومة"حماس" فأصبحت هي العدو عجبي. ناهيك عن الانسحاب من مواجهة مشروع الكيان الصهيوني"من النيل إلى الفرات" والذي بلغ ذروته فها هي العراق سُلمت وها هي سوريا دُمرت وبقيت الغصة مصر وستظل غصة في حنق العدو ما بقينا.
- يقول احدهم. إن المطلوب هو إعادة صياغة الشخصية المصرية، لتتعايش وتقبل وتستسلم للسياسات والتوجهات الجديدة؛ ففلسطين تصبح إسرائيل، والمشروع الصهيوني الذي يهدد الأمة يصبح أمر واقع يجب الاعتراف به، وصراع الوجود يصبح بقدرة قادر مجرد حاجز نفسي يمكن إزالته بالتعايش والتطبيع، والاستسلام يصبح سلاما، والإسرائيليون يصبحون أصدقاءً، أما الأعداء فهم الفلسطينيون!!!، والمقاومة أصبحت إرهابا،والتبعية تصبح واقعية واعتدالا، وتتحول مصر إلى سوق، ويتحول الناس والمبادئ والمواقف إلى سلع تباع وتشترى لمن يدفع أكثر، وأن تكون مصر سمسارا إقليميا لدى الأمريكان.
.فهل نفيق جميعا من غفلتنا ونعود إلى جادة الصواب والى الحوار لنحل مشاكلنا على مائدة التفاهم وعودة الشرعية التي هي نقطة الانطلاق نحو الاستقرار
- إن الرصاص الموجه إلى صدور أبناء مصر والأمة كان الأولى بها أن توجه إلى العدو الصهيوني، فلماذا نجعل العدو يعيش اسعد أيامه ويُترك له العنان ليعيث في ارض فلسطين فسادا وقتلا مدنساً أقصانا الشريف من آن إلى آخر ونحن مشغولون عنه بقتل أولادنا بأيدينا ،لماذا لا يفيق الشرفاء ويعرفوا من هو عدوهم الحقيقي؟أوصل الغباء بالبعض إلى هذا الحد!! أن يسلمنا لقمة سائغة للعدو دون أن يضطر الصهيوني أن يحاربنا مباشرة ويكلف نفسه أن يُقتل من خنازيره ويُبِدَدَ من عتاده وقوته لنحارب نحن أنفسنا بأنفسنا نيابة عنه بيد الخسيسي ، وا حسرتاه!! إن العدو الصهيوني كما نقول في المثل المصري الشعبي قد اطمأن "وحط في بطنه بطيخه صيفي" فمشروعه الأزلي على الأبواب "من النيل إلى الفرات" إذن فالحوار مع الشعب والعودة إلى الشرعية ولو مؤقتا لتقود هي مرحلة الحوار البنَّاء وعدم شيطنة الآخر والبحث عن المشترك الذي يخرج بمصر إلى بر الأمان وهو الضمانة لبقاء مصر قويه غُصة في حنق أعداءها لتردهم خائبين إلى جحورهم ولا يهنأ بني صهيون بسعادة. حفظ الله مصر وديار الإسلام كافة مما يحاك لها.