‪أطلقت مؤسسات القطاع الخاص في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) ما أسمتها "صرخة في وجه العالم كي يتدارك الكارثة قبل وقوعها، وينقذ القطاع قبل فوات الأوان".

ويمثل القطاع الخاص الفلسطيني، القطاعين التجاري والاقتصادي، وآلاف المنشآت الاقتصادية وعشرات الآلاف من التجار ورجال الأعمال والصناعيين والمقاولين والزراعيين والناقلين والعاملين لديهم.

وأكّد القطاع الخاص في بيانٍ له ، الثلاثاء (24-4) أنّ "الحصار الظالم أحرق الأخضر واليابس منذ ما يزيد عن عشر سنوات، وأورث معاناة كبرى وتداعيات هائلة طالت مختلف أوجه الحياة داخل القطاع، وحولت حياة أهله وأبنائه إلى جحيم لا يطاق".

وحذّر البيان، من أنّ انهيار غزة ليس في مصلحة أحد، وأنّ "كافة الأطراف ستتضرر جراء الانفجار المتوقع"، كما حذّر من أنّه "في حال استمرار الأوضاع على حالها الراهن واستمرار الصمت الإقليمي والدولي على جريمة ذبح غزة وأهلها الصامدين، فإننا في مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني سوف نضطر خلال وقت قريب جداً لإعلان العصيان الاقتصادي وإغلاق كافة المعابر ووقف حركة الاستيراد ودخول البضائع إلى قطاع غزة والتوقف عن دفع أي أموال لكافة الجهات".

وأكّد القطاع، أنّ قطاع غزة اقترب في كافة مناحيه وقطاعاته الحيوية من بلوغ نقطة الصفر، مبيناً أنّ الانهيارات تتوالى اقتصادياً واجتماعياً وصحياً، لافتاً إلى أنّه عمل ما بوسعه وبذل قصار جهده في سبيل إنقاذ غزة من أوضاعها الكارثية.

وقال: "قمنا بالعديد من الخطوات والإجراءات بهذا الخصوص، وأهمها مخاطبة الرئيس محمود عباس منذ ثلاثة أشهر ووضعناه في صورة الظروف الكارثية التي يعيشها شعبنا في القطاع، وطالبنا بلقاء عاجل معه وحتى هذه اللحظة لم نتلقى الرد من سيادته".

وحذّر القطاع الخاص، ‪العالم أجمع والأطراف كافة أنّ "الانفجار قادم لا محالة ما لم يتم التدخل العاجل والسريع لوضع خطة لإنقاذ غزة وأهلها، فشعبنا لن يحتمل المزيد من الضغط والحصار، ولن يسمح لأبنائه وشبابه وتجاره وصانعيه ومقاوليه ومزارعيه أن يتحولوا إلى متسولين".

كما حذّر الحكومة "الإسرائيلية" من مغبة الاستمرار في تشديد الحصار وتضييق الخناق على غزة وأهلها، مؤكّداً لها أننا شعب لا يستهوي العنف وإراقة الدماء، "فنحن كفلسطينيين، لا نطمح إلا في حياة كريمة أسوة بباقي شعوب العالم" كما قال.

وتابع -محذرًا الاحتلال من عواقب الاستمرار في تشديد الحصار-: "عليكم أن ترفعوا حصاركم عن غزة فورًا، وتفتحوا المعابر، وتطلقوا العنان لحركة التجارة والصناعة والاقتصاد أن تعمل بكل حرية، وأن تسمحوا باستيراد وتصدير البضائع والمنتوجات من وإلى قطاع غزة وتسهيل حركة الأفراد، وأن تحرصوا كل الحرص على أن يعيش أهل غزة حياة لائقة كريمة، وحينها تأكدوا أننا قد اقتربنا خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار للجميع لأنه في حال استمرار الوضع على ما هوا عليه فإن شظايا وارتدادات الانفجار ستطال الجميع بدون استثناء".

كما دعا القطاع، الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة واللجنة الرباعية، والمجتمع الدولي ككل، إلى التحرك العاجل والتدخل السريع لإنقاذ غزة قبل فوات الأوان، وممارسة الضغط الجاد والحقيقي على "إسرائيل" من أجل إنهاء الحصار الجائر بشكل فوري، وفتح كافة معابر القطاع أمام حركة التجارة والبضائع والأفراد دون أي تأخير.

وطالب رئيس السلطة محمود عباس لوقف إجراءات العقاب الجماعي ضد أهالي القطاع بشكل فوري، والعدول عن إيقاف رواتب الموظفين، وعدم رهن حياة ومصير أكثر من مليوني فلسطيني لنوازع الخلاف والتناقضات والمناكفات السياسية والفصائلية، مؤكّداً أنّ الرئيس يجب أن يتحمل مسؤولياته الدينية والوطنية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه شعبه المحاصر المضطهد بغزة، لأن التاريخ لا يرحم، ولأن ذاكرة شعبنا لا تعرف النسيان.

كما دعا القطاع الخاص حركة "حماس" إلى التمسك بالمصالحة وإزالة كافة المعيقات التي تحيل تحقيقها وإنهاء الانقسام بشكل عاجل ليتمكن المواطن في قطاع غزة أن يعيش حياة طبيعية.