نشرت مجلة "إتابا إنفانتيل" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الجوانب التي لا تمحى من ذاكرة الطفل بتاتا. وعموما، تؤثر هذه الذكريات السيئة على صحة الطفل العاطفية، وعلى تصرفاته في المستقبل.

وقالت المجلة، في تقريرها: إن فترة الطفولة يجب أن تكون أكثر المراحل براءة وجمالا في حياتنا. خلافا لذلك، يمكن أن يعاني الطفل من انهيار وضعف في الشخصية.

وأضافت المجلة أن جميع الآباء يحبذون أن يكون لهم أطفال مميزون، ويحسنون التصرف، ويتحملون المسؤولية عند كبرهم. لكن، يغفل الكثيرون عن حقيقة أن الأطفال يرغبون بدورهم في أن يكون لهم آباء عظماء يفهمونهم ويعاملونهم باحترام.

وبينت المجلة أن العديد من الآباء يحملون مفهوما خاطئا حول تنشئة الأطفال. وعلى وجه الخصوص، يرى بعض الأولياء أن الأطفال مطالبون فقط بطاعتهم، وأن تربية الأطفال لا تستند سوى على الأمر والسيطرة، إلا أن ذلك خطأ كبير.
 

وفي حقيقة الأمر، تحرم هذه الممارسات والتصرفات الأطفال والآباء، على حد سواء، من الشعور بالسعادة. ويتمثل السبب في ذلك في أن هذا الوضع يجعل الأطفال متمردين، وغير قادرين على التواصل بطريقة صحيحة مع والديهم، ويؤثر سلبا على شخصيتهم. وبالتالي، يمكن أن يعاني الطفل من انعدام الاستقرار العاطفي الناجم عن المعاملة السيئة.

وأضافت المجلة أن الطفولة هي حجر الأساس في حياة كل شخص. وخلال هذه المرحلة، يتم بناء أسس الصحة العاطفية للصغار. وبطريقة أو بأخرى، يخلف سلوك الآباء بصمة واضحة وذكريات لا تنسى لدى أطفالهم. وبالتالي، تبقى بعض السلوكيات راسخة للأبد في ذاكرة الطفل، والتي من شأنها أن تزعزع استقراره العاطفي.

وأوردت المجلة أن المعاملة السيئة تعد من بين الأشياء التي لا تمحى من مخيلة الأطفال مدى الحياة، سواء كانت جسدية، أو لفظية، أو عاطفية. وفي جميع الأحوال، تعد النزاعات في صلب العائلة، أو مرور أفرادها بلحظات من التوتر، أمرا طبيعيا. لكن، ليس من الطبيعي أن يعتقد الآباء أن العنف هو الطريقة الوحيدة لكسب طاعة أطفالهم.

وأضافت المجلة أن المعاملة السيئة لا تزيد إلا من بث الخوف في نفس الطفل. وعلى الرغم من اعتقاد الآباء في هذه اللحظة بأنهم يتصرفون بشكل سليم، إلا أنهم لا يخلقون سوى الضغينة والألم في نفوس أطفالهم. وتجدر الإشارة إلى أن تحسن السلوك الذي يظهر بعد ممارسة العنف على الأطفال، من شأنه أن يولد مشاكل عاطفية كبيرة في المستقبل.
 

ونتيجة لذلك، سيتعلم الأطفال أن الخوف والحب مفهومان متلازمان. وبمرور الوقت، سيتحول الصغير إلى شخص أقل تعاطفا ومبالاة بمحيطه؛ بسبب المعاناة التي عاشها.

وأوضحت المجلة أن الحرمان العاطفي يعد من بين الجوانب الأخرى التي تبقى راسخة في ذاكرة الطفل. وبمجرد أن يشعر الصغير بعدم الاهتمام، سيتولد لديه شعور مباشر بالإهمال. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط مفهوم حب الوالدين بالنسبة للطفل بالاهتمام؛ إذ لا يشعر الصغار بحب آبائهم لهم إلا في حال قضائهم وقتا ممتعا مع بعضهم. 

وأبرزت المجلة أن شعور الأطفال بانشغال آبائهم عنهم يجعلهم يفكرون في أن هناك شيئا ما أكثر أهمية منهم في هذه العائلة. في المقابل، يحتاج الأطفال إلى قضاء أوقات ممتعة رفقة والديهم، ومشاركتهم لحظات من الحب؛ لضمان نمو عاطفي سليم.

وأكدت المجلة أن العلاقة الجيدة بين الوالدين تعدّ أمرا حاسما لضمان التوازن العاطفي للصغير. في المقابل، تعد العلاقة المتوترة بين الوالدين من الجوانب الأخرى التي لا تمحى من مخيلة الطفل. وفي حال أساء الوالدان التصرف أمام الأطفال، سيكون هؤلاء الصغار عرضة لاضطرابات عاطفية حادة.

وفي الختام، أوردت المجلة أن توتر العلاقة بين الوالدين عامل يضاعف من احتمال اتباع الأطفال للسلوكيات ذاتها منذ فترة المراهقة. ونتيجة لهذه التوترات، من الممكن أن يشعر الأطفال بأن آباءهم لا يعيرونهم أي اهتمام، ولا يحبونهم بالقدر الكافي؛ لأنهم مهتمون بنزاعاتهم فقط.