د/ عزالدين الكومي

حسب تقرير لصحيفة “النيويورك تايمز الأمريكية”، هناك تعاون سري وثيق بين الكيان الصهيوني ونظام الانقلاب، حيث يسم النظام الانقلابى ،للكيان الصهيوني بشن أكثر من مئة غارة جوية على سيناء؛ بدعوى مهاجمة الإرهاب،على الرغم من العداوة التي يظهرها إعلام مسيلمة الكذاب للكيان الصهيوني، وبحسب التقرير، فقد شنت طائرات تابعة للكيان الصهيوني غير معروفة، بعضها طائرات من دون طيار، وبعضها مروحية، وأخرى مقاتلة، واستمر هذا التنسيق على مدار عامين متتاليين، فى حملات جوية سرية اشتملت على تنفيذ ما يزيد على مئة ضربة جوية داخل سيناء، بمعدل أكثر من مرة في الأسبوع الواحد، وكل ذلك بموافقة ومباركة قائد الانقلاب العسكري، لأن هذه الضربات ،كان القصد منها مساعدة جيش كامب ديفيد في ضبط الأوضاع فى سيناء، لقصف مواقع تمركز مسلحين بشمال سيناء !!

بما يعنى أن العقيدة القتالية لجيش كامب ديفيد، والتي كانت تتمحور حول اعتبار الكيان الصهيوني هو العدو الحقيقي، إلى اعتبار حماس هى العدو الحقيقى، وليست دولة الكيان الصهيوني، حتى أنه أصبح الاستعانة بالجيش الصهيوني،لقتل أهل سيناء، أمر عادى وغير مخجل للنظام الانقلابى!!

وهذا يعيد للذاكرة ، اجتماع العقبة بين كل من “نتن ياهو”، “والملك عبد الله” وقائد الانقلاب، وبرعاية وزير الخارجية الأمريكى “جون كيرى” ،عندما عرض كيرى علي نتنياهو قبول دولة للفلسطينيين، مقابل ضمانات أمنية من الأردن ومصر، وهنا سخر نتن ياهو قائلا- وفي وجود قائد الانقلاب- إذا كانت مصر لا تستطيع حماية أراضيها فكيف تقدم ضمانات لنا، ونحن من يساعد جيش مصر العاجز عن ذلك؟!

والسؤال للنظام الانقلابى وإعلام مسيلمة الكذاب، أين هو أمنهم القومي الذى صدعوا رؤوسنا به؟؟ .

وكان النظام الانقلابى أعلن أن شمال سيناء منطقة عسكرية مغلقة، ومنع الصحفيين من جمع المعلومات، كما قام بفرض حالة الطوارئ منذ شهور.

ونقلت شبكة “بلومبرج” الإخبارية الأميركية عام 2016 عن مسؤول صهيوني سابق ، قوله إنّ :هناك غارات صهيونية على سيناء.

وقد اعترف قائد الانقلاب، بعد حادث الواحات : إن مصر تُقدر إن النجاح في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق سيترتب عليه انتقال بعض عناصر الجماعات الإرهابية من جبهة الدولتين، في اتجاه ليبيا ومصر وسيناء وغرب إفريقيا،وفي حواره مع قناة “فرانس “24:نحن في حاجة لأن نتكاتف للغاية لمنع وصول هؤلاء المقاتلين والأسلحة والتمويل لهم، مصر لها حدود مع ليبيا على امتداد 1200 كيلومتر، وحتى الآن دمرنا أكثر من 1200 سيارة مُحملة بالأسلحة والذخائر والمقاتلين، وفى رده على سؤال لماذا يحدث هذا الاختراق؟ قال: “ماحدش” يقدر يأمن حدود ممتدة لـ1200 كيلو في مناطق صحراوية بنسبة 100%.

لكن قائد الانقلاب يستطيع أن يتنازل عن حصة مصر التاريخية من مياه النيل وحده،ويعتقل ألاف من الشباب ، ويقتل ألاف فى مذبحتي رابعة والنهضة وما تلاهما من المجازر، ويعرف يبنى عشرات السجون والمعتقلات، ويبيع جزيرتى تيران وصنافير للسعودية، ويتنازل عن حصة مصر من الغاز لقبرص ودلة الكيان الصهيوني وحده!!.

وبحسب الصحيفة ،فقد بلغ التناقض أقصاه بين مواقف الأنظمة العربية العلنية ضد دولة الكيان الصهيوني، وتصاعد تحالفها السري معها ضد إيران والإخوان وداعش والربيع العربي.

الكاتب والاعلامي الشهير في نيويرك تايمز”توماس فريدمان”السلام مع الفلسطيني سيحق السلام بين اسرائيل والدول العربية ، وبدون سلام مع الفلسطينيين يصعب تحقيق سلام مع الدول العربية ، والسعودية لا تستطيع ان تعلن عن سلام مع اسرائيل لأنها تقدم بذلك جائزة لإيران.

ومع ذلك هناك من يعيش فى كوكب غير كوكبنا، ليقول أن تقرير صحيفة النيويورك تايمز غير واقعى، والحقيقة أن أفضل أداء للجيش المصري في شمال سيناء هو أداء القوات الجوية ، فلها السيادة الكاملة في المنطقة ، وتقوم بطلعات شبه يومية لتمشيط المنطقة وملاحقة التحركات الإرهابية ، ويملك الجيش المصري قدرات جوية هي الأفضل في المنطقة كلها بعد الجيش الإسرائيلي ، وبالتالي فهو لا يعاني نهائيا في تلك المسألة تحديدا ، والمشكلة الأساسية هي على الأرض المتحركة ، لأنه لا يواجه جيشا تقليديا وإنما خلايا مجهولة تضرب وتختفي وتنتقل من مكان لآخر بما يمثل صعوبة في ملاحقتها .

مسألة التنسيق الأمني مع “إسرائيل” قديمة وتعود إلى فترة مبارك بطبيعة الحال ، ومحاولة الخلط بينها وبين الادعاء بأن قوات إسرائيلية جوية أو غيرها تشارك في القتال في سيناء هو حديث أقرب للخرافات والخيالات ، وأخشى أن تكون “مرارات” ديفيد كيركباتريك قد دفعته إلى التورط في اختلاق قصص مثل هذه لا تحمل أي قدر من المصداقية ، بل وتسيء إلى صحيفة عريقة مثل النيويورك تايمز . ولو ذهب إلى سيناء ورأى القصف والنيران التى تصبها طائرات سلاح الجو الصهيوني، وكيف أن الأجواء في سيناء مستباحة!! .

 

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر