من المهم أن يشعر الاطفال أنهم محبوبون، إذ أن هذا الشعور مهم لنمو شخصيتهم وسعادتهم، ولكن التدليل بلا ضابط قد يصبح مشكلة، وقد ينقلب إلى أخطر أشكال تشوهات التربية إذا زاد عن الحد.

 

ويستخدم المختصون النفسيون مصطلح “التدليل الزائد” كتعبير عن أحد اشكال تشوهات التربية وأخطرها، وذلك في إشارة إلى أن التدليل لا مانع منه، ولكن الإشكالية في الزيادة أو الإفراط فيه.

 

ويفرق الأخصائيون بين الحب والتدليل من جانب، والتدليل بإفراط أو بشكل غير مطلوب من جانب آخر.

 

وعلى سبيل المثال من التدليل أن أحضر لطفلي لعبه جميلة يحبها ويطلبها، أما التدليل الزائد أن أحضر له كل اللعب التي يطلبها. مثال آخر على التدليل، وهو أن نقدم للطفل نصيبة من الطعام بحب. أما التدليل الزائد فهو أن نعطيه نصيبه ونصيب غيره من الطعام.

 

سنشتري هذه اللعبة الأسبوع القادم

 

ويرى الأخصائيون النفسيون أنه لا بد أن يسمع طفلك أحيانا كلمة لا، ولا بد أن يشعر أن بعض طلباته مجابة، وليس كلها، ولا بد أن يعرف أن الوقت أو الإمكانيات لا تسمح أحيانا بتحقيق ما يريده.

 

كما يرون أنه من المفيد لتربية الطفل أن تعلمه التأجيل، كان تقول له “سوف نشتري هذه اللعبة الأسبوع القادم”، والغرض من ذلك أن يعرف أن مطالبه يمكن تأجيلها ولن يحصل عليها بمجرد التعبير عنها.

 

ويرى الأخصائيون أن الطفل المدلل تدليلا زائدا هو الطفل المسموح له بالحصول على أي شيء، والقيام بأي شيء سواء كان ذلك مناسبا أو غير مناسب.

 

 

خطورة التدليل الزائد

 

ويشير الأخصائيون إلى أن المشكلات النفسية والاجتماعية التي سيعاني منها الطفل نتيجة التدليل الزائد قد تكون ما يلي:

 

1- الأنانية: حيث سيصبح الطفل مستقبلا رجل أو أمرأة متصفا بالأنانية، ولا يرى إلا مصلحته فقط، وأمام هذه المصلحة لا يهم أي شيء. وقد يرفض الشخص الذي يتصف بالأنانية الشديدة أي ضوابط اجتماعية أو دينية لتحقيق رغباته، إذ لا مانع لديه أن يظلم أو يرتشي أو يقطع أي علاقات مقابل مصلحة ذاتية قريبة وملحة لأنه تربى على مبدأ “الإشباع هنا والآن”.

 

2- شبكة علاقات سطحية: مع الوقت يكتشف أصحابه وأقاربه وجيرانه أنه شخص لا يهتم إلا بمصالحه، ولا يتصل أو يتواصل أو يتقارب إلا لهدف، فإذا حصل عليه كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه، وبالتالي يبتعد عنه الجميع أو يعاملوه بالمثل معاملة سطحية.

 

3 -عدم احترام الآخرين: الآخر بالنسبة للشخص الأناني مجرد أداه لتحقيق مطلب ما، حتى علاقاته مع كبار السن أو المقام لا يحترمهم إلا بقدر ما سيحصل عليه منهم.

 

4- سرعة الإحباط والغضب: فهو يصطدم بمجتمع وحياة لا تلبي طلباته كلها مثلما تعود، خاصة عندما يواجه المشكلات الزوجية ومشكلات العمل.

 

الخطورة على الوالدين

 

أما الخطورة التي تقع على الوالدين فهي من الطفل نفسه عند كبره فقد تشمل ما يلي:

 

  • الجحود: فهو لا يتذكر أي شكل من أشكال التدليل، لأنه كان يتعامل معها على أنها حقوق مكتسبة.

 

  • تذكر السلبيات فقط: كن يقول “لم أر منهم يوما حلوا” فهو لا ينكر فقط الاهتمام والمحبة ولكن ينتقي الأيام التي مر فيها ربما بقسوة نادرة أو عطاء أقل من المطلوب.

 

  • ويرى الأخصائيون أن الطفل المدلل بشكل زائد هو الأقرب لعقوق والديه، إذ يرى أن ما قدمه الوالدان مجرد واجب عليهما وليس فضلا منهما، ويصبح كارها لرعايتهما عند كبرهما.

 

 

ما هو المطلوب لتجنب الدليل الزائد ومضاره؟

 

يقدم الأخصائيون النفسيون خطوات عملية للحفاظ على الحب ودلال الطفولة دون زيادة مضرة، ومن بينها:

 

1- التدريب على تأجيل الإشباعات الآنية، إذ إنه غير مسموح بكلمات الإصرار، مثل “أريدها الآن”.

 

2- لا تستجيب لصراخ الطفل أو غضبه وإصراره على تحقيق مطالبه، بل بالعكس إذا سلك أسلوبا غير مناسب كالصراخ أو البكاء أو نوبات الغضب فهذا يعني عدم تحقيق الطلب.

 

3- المنع المقصود بهدف التدريب ووضع الظوابط ( أخدت نصيبك وكفى).

 

4- التدريب على صيام رمضان مع الكبار بما يتناسب مع سنه، وذلك لأن الصيام في الأساس هو تدريب على “أني أستطيع أن أفعل وكل شيء متاح ، ولكن لن أفعل بإرادتي”.

 

5- تكليفه بمهام منزليه بسيطة حسب عمره (رتب سريرك – جهز الطعام لأختك الأصغر – جهز المائدة).

 

6- عدم قيام الأم أو الأخوات بدور الخدم له، مثل أن يعدون طعامه وشرابه ويرتبون فراشه ويلبون طلباته وينفذون أوامره.

 

7- الحزم: وهو العنصر الأساسي الذي إذا أضيف إلى الحب أو التدليل يحمي الأطفال من مضار التدليل الزائد.