في مشهد من الوقاحة والاستخفاف بعقول المصريين، يخرج قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من أكاديمية الشرطة ليعلن بكل "براءة" أنه جاء "في وقت كل حاجة على الأرض.. الفن والقيم والتعليم والصناعة والاقتصاد والوعي"، مضيفًا أن "اللي حصل في العشر سنين الأخيرة هو أقصى شيء بكرم الله". هذه التصريحات ليست مجرد تضليل، بل هي كذبة صريحة تفضحها الأرقام والتقارير الدولية والواقع المعاش للمصريين. فبينما يدعي السيسي أنه ورث "خرابًا"، تكشف الحقائق أنه هو من حوّل مصر إلى دولة منهارة اقتصاديًا واجتماعيًا وتعليميًا وصناعيًا.
محمد ناصر: "عشر سنين فشل وثغرات السيسي العشر"
الإعلامي محمد ناصر كشف حقيقة ادعاءات السيسي في سلسلة تحليلات موثقة بعنوان "بعد 10 سنين من أد الدنيا والجمهورية الجديدة.. ثغرات السيسي العشر وإنجازه في ذل المصريين". ناصر فضح كذب السيسي بالأرقام الصادمة: "الكهرباء: قطع الكهرباء على المصريين بقى يوميا ساعتين أو تلاتة. الصحة: باعتراف السيسي نفسه، عندنا عجز 50% في البنية الصحية. التعليم: باعتراف السيسي، عندنا عجز والميزانية اللي بتصرف على التعليم ضعيفة. الديون: مصر المركز التاني عالميًا في حجم الديون".
ناصر أضاف أن "السيسي بعد 11 سنة طلع واعترف على الهواء إن مصر في نكسة"، مؤكدًا أن "السيسي اعترف لأول مرة، واحنا بقالنا 10 سنين بنقول لكم القاع، انتوا داخلين في الحيطة". وفي تحليله لخطابات السيسي، وصفها ناصر بأنها "رحلة 10 سنوات من الخداع والتغيير والسهوكة"، من ادعاءات "الزهد" إلى واقع "النصب والهروب من المسؤولية".
https://www.youtube.com/watch?v=TjHlL7fc4mk
أسامة جاويش: "السيسي خد فلوس وقروض وكل حاجة لكن أهدر ثروات البلاد"
الإعلامي المعارض أسامة جاويش كشف أن السيسي "خد فلوس وقروض وكل حاجة، لكن أهدروا ثروات البلاد على مشاريع لا عائد من ورائها". جاويش أكد أن "النظام يكذب وآخر كلام يجيب"، موثقًا كذب النظام المصري عن الأزمات المتلاحقة من الكهرباء إلى الاقتصاد. وفي تحليله الشهير، حذر جاويش المصريين قائلًا: "فاكر لما قولتلك مش هنلاقي السيسي بس، مش هنلاقي مصر؟!"، في إشارة إلى حجم الدمار الذي أحدثه النظام.
https://www.youtube.com/watch?v=3oexgr16GdU
جاويش أيضًا فضح كذب السيسي حول توفير احتياجات الشعب، مؤكدًا أن "احنا موجودين هنا يا سيسي عشان نفضح كذبكم قدام العالم". وتحدى جاويش النظام المصري أن يثبت كذب ما يذيعه من فضائح موثقة، في تأكيد على أن كل ما يقوله مبني على وقائع لا يستطيع النظام دحضها.
عمار علي حسن: "النظام يبز المصريين ومشروع الدولة فشل"
الكاتب والباحث السياسي عمار علي حسن كشف أن "النظام يبز المصريين"، موثقًا فشل السلطة المصرية في أبسط مهامها. علي حسن أكد في تصريحات متعددة أن "مشروع الدولة الوطنية الحديثة في العالم العربي فشل"، وأن ما يحدث في مصر جزء من هذا الفشل الذريع. الباحث الذي يعمل داخل مصر رغم المخاطر، يمثل صوت المعارضة الحقيقية التي تفضح فساد النظام وفشله المتواصل.
التعليم: من السيئ إلى الأسوأ
ادعاء السيسي بأن التعليم كان "على الأرض" عندما تولى السلطة يكذبه الواقع الذي يؤكد أن التعليم انهار تمامًا في عهده. تقرير هيومن رايتس ووتش (2025) كشف أن الحكومة خفضت الميزانية الوطنية للتعليم من حيث القيمة الحقيقية ومن حيث النسبة المئوية من الناتج المحلي الإجمالي، حيث انخفض الإنفاق على التعليم من 3.9% من الناتج المحلي في 2014/2015 إلى أقل من ذلك بكثير في السنوات الأخيرة. هذا التراجع فاقم أزمة التعليم المتمثلة في "ضعف الجودة، ونقص المعلمين المتمتعين بالتدريب والأجر المناسبين، والبنية التحتية غير المناسبة وغير الكافية".
المعهد المصري للدراسات وثّق تراجع مصر إلى المركز 119 من بين 144 دولة في تحقيق المتطلبات الأساسية للمواطنين، وخاصة الصحة والتعليم الأساسي. وأكد التقرير أن "من أهم أعمدة مخطط تخريب التعليم بمصر، تقليل الإنفاق عليه في الميزانيات المتتالية على مدار السنوات التسعة الماضية، وعدم سد احتياجات المؤسسات التعليمية". هذه هي "الإنجازات" التي يفاخر بها السيسي: تحويل التعليم من سيئ إلى كارثي.
الصناعة: 20 ألف مصنع متعثر في عهد "النهضة"
بينما يدعي السيسي أن الصناعة كانت "على الأرض" عندما تولى، تكشف الأرقام الرسمية أن عدد المصانع المتعثرة في مصر تجاوز 20 ألف مصنع، بين تعثر جزئي وتوقف كلي. عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصناعات المصرية، محمد البهي، كشف أن 87% من المصانع المغلقة لا تزال متعثرة رغم كل الوعود الحكومية. التقارير تؤكد أن أهم المشكلات التي تدفع المصانع للتعثر تتضمن "نقص السيولة وصعوبات التمويل، وارتفاع تكاليف الطاقة والإنتاج، والعبء الضريبي والرسوم الإدارية، وضعف القدرة التنافسية".
والأخطر أن وزير الصناعة كامل الوزير نفسه اعترف بوجود مشكلات عميقة في قطاع الصناعة، واعدًا بـ"حل جميع المشكلات بنهاية 2025". هذه الوعود المتكررة منذ سنوات تكشف أن الصناعة المصرية في حالة انهيار تام، وأن ما يحدث ليس "نهضة" كما يدعي السيسي، بل هو كارثة صناعية يدفع ثمنها ملايين العمال والمستثمرين.
الاقتصاد: كارثة بشهادة المؤسسات الدولية
ادعاء السيسي بأن الاقتصاد كان "على الأرض" يفضحه أن اقتصاد مصر انهار تمامًا في عهده بشهادة أكبر المؤسسات الدولية. وكالة بلومبرغ أكدت أن "سياسات عبد الفتاح السيسي كان لها دور رئيسي في فشل الاقتصاد المصري والضغوط التي يعاني منها". موقع "فورين بوليسي" أكد أن النموذج الاقتصادي الذي يعتمد على "استثمار مدفوع بالمديونية في مشاريع بنى تحتية عملاقة ذات فوائد اقتصادية مريبة – يقوم الجيش بإدارتها"، أثبت أنه "ليس فقط غير فعال في التخفيف من حدة الفقر، ولكن أيضًا كارثي بالنسبة للوضع المالي في البلاد".
الفقر: ثلثا المصريين تحت خط الفقر
أكبر كذبة يرددها السيسي هي ادعاء "الإنجازات" في تحسين مستوى المعيشة، بينما الأرقام الرسمية تكشف كارثة إنسانية. تقرير البنك الدولي كشف أن نسبة الفقر ارتفعت من 26.3% عام 2013 إلى 32.5% عام 2017، ثم قفزت إلى نحو 60% عام 2021، وأصبحت أكثر من 65% عام 2024، بمعنى أن ثلثي المصريين أصبحوا تحت خط الفقر في عهد السيسي.
مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي وثّقت في تقريرها "حرب السيسي على الفقراء" أن معدلات الفقر قفزت بشكل غير مسبوق، وأن مستوى الإنفاق للشخص الواحد في المناطق الحضرية تراجع بواقع 1400 جنيه، من 10600 إلى 9200 جنيه. هذه الأرقام تكشف أن السيسي لم يرث "فقرًا"، بل صنع فقرًا غير مسبوق في تاريخ مصر.

