لا يكاد يمر يوم في مصر دون كارثة جديدة على الطرق، يسقط فيها قتلى ومصابون، في ظل انهيار كامل لمنظومة السلامة المرورية، وغياب الرقابة الحكومية، وترك المواطنين فريسة للفوضى والإهمال والطرق المتهالكة.
بينما تواصل حكومة الانقلاب إنفاق مليارات على مشاريع استعراضية للدعاية السياسية، يتواصل نزيف دماء الأبرياء، آخرهم 4 أطفال لقوا مصرعهم في أسيوط، إضافة إلى 13 مصابًا وسائق قُتل في حادث مروع بمحافظة الأقصر.
هذه الكوارث الدموية لم تعد مجرد حوادث عرضية، بل أصبحت نتيجة طبيعية لانهيار مؤسسات الدولة وتجاهل أبسط حقوق الإنسان في الحياة والأمان.
13 مصابًا ومقتل ومصرع السائق في حادث ميكروباص بالأقصر
ارتفع عدد المصابين بحادث تصادم سيارة ميكروباص في عمود إنارة بالأقصر إلى 13 مصابا ومصرع سائق الميكروباص.
و أكدت مصادر بالمستشفى أن المصابين هم:
- بسنت حسن عبد القادر 20 سنة
- صابره حماد أحمد 35 سنة
- أنور سعدى محمد 52 سنة
- سنوسي حسين يوسف 34 سنة
- محمد رضا محمد 70 سنة
- ليلى حمادة محمد 36 سنة
- أنور على محمد الصور 27 سنة
- خضراء عويس عبد المنعم 52 سنة
- على محمد الصور 60 سنة
- ريان محمد عبد الرازق 3 سنوات
- شيماء جعفر على 20 سنة
- زينب محمد عبد الرازق 5 سنوات
كما لقى محمود محمد الصغير عمران 30 سنة سائق الميكروباص مصرعه فى موقع الحادث وتم نقل جثمانه إلى المشرحة تحت تصرف جهات التحقيق.
حادث الأقصر يعيد طرح السؤال الذي ترفض حكومة الانقلاب الإجابة عنه: كيف تستمر تلك الحوادث المروعة على طرق يدّعون أنها “الأفضل في الشرق الأوسط” بينما تتحول إلى مصائد موت؟ ولماذا لا توجد بنية تحتية آمنة أو إنقاذ سريع أو رقابة على التحميل أو التدريب أو الصيانة؟
مصرع 3 أطفال دهسًا في أسيوط وسط هروب الجاني
وفي أسيوط لقي 3 أطفال مصرعهم، بينهم شقيقان، إثر تعرضهم لحادث دهس بسيارة ملاكي، اليوم الإثنين، على طريق "بني غالب– منقباد" بمركز أسيوط، فيما فر قائد السيارة هاربًا عقب الحادث.
وبالمعاينة والفحص تبين مصرع كل من:
- "بسمة م. ع"، 10 أعوام،
- و"طارق. أ. ع"، 14 عامًا،
- وشقيقه "جمال. أ. ع"، 12 عامًا.
وتم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى علوان تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات وأمرت باتخاذ الإجراءات اللازمة لكشف ملابسات الواقعة وضبط قائد السيارة الهارب.
ثلاثة أطفال خرجوا من منازلهم ولم يعودوا أبدًا — دهستهم سيارة مسرعة ثم هرب سائقها في مشهد يجسد ضعف الدولة وفوضى الطرق.
كم من الأطفال يجب أن يموتوا قبل أن يشعر النظام أن حياة البشر أهم من مواكب الوزراء والجنرالات المخصصة لها الطرق المغلقة والمحميات العسكرية؟
مسؤولية دولة غائبة… ومواطنون يدفعون الثمن
هذه ليست حوادث منفصلة، بل جزء من مسلسل مستمر:
- حوادث طرق شبه يومية
- انهيار منظومات المرور والإسعاف
- غياب التخطيط الهندسي وتأمين الطرق
- فساد إداري يستهلك المليارات دون نتائج
بينما تتفاخر حكومة الانقلاب بما تسميه "إنجازات" و"مشروعات قومية"، تزداد المعاناة على الأرض، ويسقط الأبرياء واحدًا تلو الآخر دون تحقيق عادل أو محاسبة حقيقية.
أين المسؤولون؟ أين وزير النقل؟ أين التحقيقات؟ لماذا لا يُحاسب أحد؟
ولماذا لا يتم إعلان خطط حقيقية لإنقاذ أرواح الناس بدلًا من دفن الحقائق كما تُدفن الجثامين؟
كارثة إنسانية مستمرة وصمت رسمي مخجل
تزايد غضب المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الطرق المصرية أصبحت "مقابر مفتوحة"، بينما النظام مشغول بتأمين سلطته وقمع معارضيه، بدلًا من حماية الشعب الذي يدعي تمثيله.
لقد تحولت حياة المصريين إلى رهان دائم بين النجاة والموت في ظل عجز حكومي كامل.
الأطفال الذين قضوا أمس كانوا يستحقون مستقبلًا لا تُنهيه عجلات سيارة طائشة أو إهمال دولة غائبة عن واجباتها.
وفي النهاية فمصر تنزف على الأسفلت — والدماء التي تسيل ليست مجرد أرقام في التقارير، بل أرواح بشرية وأسر مدمرة ومستقبل يُسرق كل يوم.
وستستمر هذه الكارثة طالما بقيت السلطة منشغلة بالدعاية الإعلامية والمشروعات الورقية، بدلًا من حماية حياة الناس وتحقيق العدالة وإصلاح الفساد الذي يفتك بكل شيء.
فإلى متى يستمر المواطنون في دفع فاتورة الفشل؟ وكم من الجثث يجب أن تُحمل إلى المشارح قبل أن تستيقظ هذه السلطة؟

