أعلن حزب الله اللبناني بشكل قاطع رفضه لأي طرح يشترط نزع سلاحه كجزء من اتفاق لوقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، مؤكداً أن هذا الشرط لم يرد في أي من بنود إعلان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطات دولية، ولا يمكن قبوله أو فرضه تحت أي ظرف. يأتي هذا الموقف الحازم رداً على تصريحات ومطالبات صدرت عن مسؤولين إسرائيليين وغربيين، حاولت ربط استدامة الهدوء على الجبهة الشمالية بتغيير الوضع القائم في جنوب لبنان، وهو ما يعتبره الحزب محاولة لتحقيق مكاسب سياسية لم تتمكن إسرائيل من تحقيقها عسكرياً.

يؤكد الحزب أن مهمته الأساسية هي الدفاع عن لبنان وحماية سيادته وأراضيه من أي عدوان إسرائيلي، وأن سلاحه هو الضمانة الوحيدة لردع إسرائيل ومنعها من تكرار اعتداءاتها. وترى قيادة الحزب أن طرح مسألة نزع السلاح في هذا التوقيت هو بمثابة "وضع العربة أمام الحصان"، حيث إن السبب الجذري للتوتر هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي والتهديدات المستمرة للبنان، وليس وجود سلاح المقاومة.
 

العودة إلى أصل الاتفاق
يشدد حزب الله في خطابه على أن إعلان وقف إطلاق النار كان واضحاً ومحدداً، حيث نص على وقف كافة الأعمال العسكرية من الطرفين، ولم يتضمن أي شروط سياسية أو أمنية تتعلق بالوضع الداخلي اللبناني. وصرحت مصادر مقربة من الحزب بأن أي محاولة لإضافة شروط جديدة تُعد خرقاً للاتفاق الأصلي ومحاولة لفرض إملاءات مرفوضة. وأوضحت المصادر أن النقاش حول سلاح المقاومة هو شأن لبناني داخلي بحت، يتم حسمه عبر الحوار بين اللبنانيين أنفسهم، ولا علاقة له بترتيبات وقف إطلاق النار على الحدود.

بحسب الحزب، فإن إسرائيل تحاول من خلال حلفائها، وخاصة الولايات المتحدة، الضغط على لبنان لتقديم تنازلات تمس بسيادته وقدرته على الدفاع عن النفس. ويعتبر الحزب أن هذه الضغوط لن تجدي نفعاً، وأن المقاومة لن تتخلى عن سلاحها طالما أن الأسباب التي أدت إلى حملها للسلاح لا تزال قائمة، وعلى رأسها التهديدات الإسرائيلية.
 

رسالة ردع واضحة
في مواجهة هذه الضغوط، لم يتردد حزب الله في إرسال رسائل ردع واضحة، مؤكداً جاهزيته الكاملة للعودة إلى الميدان إذا ما حاولت إسرائيل فرض وقائع جديدة على الأرض أو تجاوز قواعد الاشتباك المعمول بها. وقد أكد الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، في أكثر من مناسبة أن "زمن الهزائم قد ولى"، وأن أي محاولة للمساس بقدرات المقاومة ستُواجه برد حاسم وقوي.

ويشير محللون سياسيون إلى أن موقف حزب الله الصلب ينبع من إدراكه للتوازن الاستراتيجي الذي فرضه على الساحة، حيث بات يمتلك قدرات عسكرية تجعل أي مغامرة إسرائيلية ضده مكلفة للغاية. هذا بالإضافة إلى الدعم الشعبي والسياسي الذي يحظى به في الداخل اللبناني، والذي يعتبر سلاح المقاومة جزءاً لا يتجزأ من معادلة الأمن الوطني في مواجهة الأطماع الإسرائيلية.
 

خلاصة الموقف
في المحصلة، يغلق حزب الله الباب تماماً أمام أي نقاش يربط وقف الأعمال العدائية بنزع سلاحه. ويؤكد أن الأولوية الآن هي لتثبيت وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل، ومن ثم معالجة تداعياته الإنسانية والمادية. أما استراتيجية الدفاع الوطني ومستقبل سلاح المقاومة، فهي قضايا سيادية لبنانية داخلية، لا يمكن أن تكون مادة للمساومة أو التفاوض مع العدو أو أي طرف خارجي يسعى لفرض وصايته على لبنان.