شهدت عشرات المدن والعواصم حول العالم، خلال امس الأحد، مظاهرات ووقفات تضامنية حاشدة دعمًا للشعب الفلسطيني، ومطالبة بوقف الجرائم بحق المدنيين ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي أمام العدالة الدولية. تنوّعت الشعارات واللافتات، لكن الرسالة كانت واحدة: "العدالة لفلسطين.. أوقفوا الإبادة".

 

موجة عالمية من الغضب والضمير الإنساني

تواصلت المظاهرات والوقفات التضامنية مع الفلسطينيين في مختلف القارات، من آسيا إلى أوروبا وأستراليا وأميركا اللاتينية، في تعبيرٍ جماعي عن الوعي المتنامي بحجم الكارثة الإنسانية التي خلّفها العدوان الإسرائيلي على غزة، والدعوات إلى فرض عقوبات دولية ووقف تصدير السلاح إلى إسرائيل.

أستراليا.. 27 مدينة تهتف لفلسطين وتطالب بوقف تصدير السلاح

قالت مجموعة “فلسطين أكشن” إن مظاهرات خرجت أمس الأحد في 27 مدينة وبلدة أسترالية، أبرزها في سيدني وملبورن وبريزبن، دعماً للفلسطينيين.

وطالب المحتجون الحكومة بفرض عقوبات على إسرائيل ووقف التعاون العسكري معها، مؤكدين أن استمرار العلاقات مع دولة متورطة في جرائم حرب يمثل تواطؤاً سياسياً وأخلاقياً.

وقدرت المجموعة عدد المشاركين في مظاهرة سيدني بنحو 30 ألف شخص ضمن فعاليات تضامنية شملت معظم أنحاء البلاد.

 

إندونيسيا.. الآلاف يهتفون ضد التطبيع

وفي جاكرتا، احتشد آلاف المواطنين في ساحة الاستقلال احتفاءً بوقف إطلاق النار المؤقت، مرددين هتافات ترفض التطبيع مع إسرائيل بكل أشكاله السياسية والتجارية والرياضية.

كما أعرب المتظاهرون عن تضامنهم مع الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يواجهون تصاعد الاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة.

 

كوريا الجنوبية.. دعوات لإدخال المساعدات ورفع الحصار

شهدت العاصمة سول مظاهرة تضامنية كبيرة، دعا المشاركون خلالها إلى تسريع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ورفع الحصار المستمر منذ أكثر من عامين.

ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تطالب بإنهاء معاناة المدنيين.

 

بريطانيا.. نصف مليون متظاهر في شوارع لندن

وفي أوروبا، خرجت مسيرات ضخمة في لندن حيث قال المنظمون إن نحو نصف مليون شخص شاركوا في تظاهرة جابت شوارع العاصمة البريطانية باتجاه مقر الحكومة في داونينغ ستريت.

وطالب المحتجون بوقف بيع الأسلحة لإسرائيل ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، مؤكدين ضرورة تحقيق العدالة على أساس القانون الدولي وإنهاء نظام الاحتلال والفصل العنصري.

 

ألمانيا.. مسيرة ضخمة في برلين رغم التضييق

تحت شعار “معًا من أجل غزة”، انطلقت في برلين مسيرة حاشدة للتضامن مع فلسطين، شارك فيها آلاف الأشخاص أمام بوابة براندنبورغ، وساروا نحو وسط المدينة مرددين هتافات ضد الإبادة الإسرائيلية في غزة.
ندد المشاركون بسياسات التضييق التي تمارسها السلطات الألمانية ضد أنصار فلسطين، رافعين شعارات مثل “الحرية لفلسطين” ولا سلام على أرض مغتصبة.

ووفق شهود عيان، اندلعت مواجهات مع الشرطة التي استخدمت القوة واعتقلت عدداً من المتظاهرين.

 

 

 النمسا.. خمسون منظمة تطالب بالعقوبات

شارك آلاف من أنصار فلسطين في مظاهرة ضخمة بالعاصمة فيينا، نظمتها أكثر من 50 منظمة مجتمع مدني.

طالب المتظاهرون بفرض عقوبات على إسرائيل، ورددوا هتافات: "قاطعوا إسرائيل"، و"أوروبا تموّل، وإسرائيل تقصف".

وتوجهوا في نهاية المسيرة إلى الشوارع التي تضم مباني رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية والرئاسة النمساوية، مطالبين الحكومة بوقف دعم تل أبيب.

 

فرنسا.. أطباء وممرضون في شوارع باريس

في باريس، خرجت مظاهرة شارك فيها ناشطون وأطباء وممرضون وعاملون في القطاع الصحي الفرنسي، بعضهم خدم في مستشفيات غزة خلال الحرب.

طالبوا بالإفراج عن الأطباء المعتقلين لدى الاحتلال وعلى رأسهم الدكتور حسام أبو صفية، وبضمان تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الطبية العاجلة إلى القطاع.

 

إيطاليا.. ميلانو تهتف لإعادة إعمار غزة

وفي ميلانو، نظم مئات الإيطاليين مسيرة تضامنية دعا خلالها المتظاهرون إلى إعادة إعمار غزة وإنهاء الحصار المفروض عليها منذ سنوات، ورفعوا لافتات كتب عليها: “الحرية لفلسطين” و“إيطاليا من أجل السلام”.

 

النرويج وهولندا والسويد.. أوروبا الشمالية تنتفض

في أوسلو، تظاهر العشرات أمام مبنى البرلمان مطالبين بإغلاق السفارة الإسرائيلية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب.

وفي هولندا، نظمت مؤسسة “ازرع شجرة زيتون” فعالية تأبينية بمدينة ماستريخت لتكريم الأطفال والصحفيين الفلسطينيين الذين استُشهدوا في القصف الإسرائيلي، حيث عرضت صور وأسماء الضحايا أمام كنيسة سانت سيرفاس التاريخية، ووُضعت آلاف أحذية الأطفال في الساحة تكريماً لهم.

أما في ستوكهولم، فخرج المئات في مظاهرة تندد بهجوم الجيش الإسرائيلي على أسطول الصمود العالمي، مطالبين بفرض حظر شامل على إسرائيل بسبب جرائمها المتكررة ضد المدنيين.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها: “حصار كامل على إسرائيل من أجل فلسطين الحرة”، قبل أن يتجهوا في مسيرة نحو البرلمان السويدي.

 

 

العالم يصرخ: فلسطين قضية ضمير إنساني

هذه الموجة العالمية من الاحتجاجات التي شملت أكثر من ثلاثين مدينة خلال يومين، تؤكد أن القضية الفلسطينية لم تعد شأناً محلياً أو إقليمياً، بل أصبحت قضية ضمير عالمي توحد الشعوب الحرة بمختلف اللغات والثقافات، في مواجهة آلة القتل والحصار المستمرة ضد المدنيين في فلسطين.

وبينما تواصل الحكومات الغربية دعمها العسكري والسياسي للاحتلال، تتقدم الشعوب بخطوة أخلاقية، رافعةً صوتها في وجه الصمت الدولي، لتقول:
"من أجل غزة.. من أجل الإنسانية.. كفى حربًا، كفى إبادة".