أعلنت لجنة نوبل النرويجية، يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، تقديراً لما اعتبرته “إسهامات بارزة في تعزيز الحقوق الديمقراطية للشعب الفنزويلي، والسعي من أجل انتقال سلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية”.
هذا القرار جاء ليلقي بظلاله الثقيلة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان يطمح إلى أن يُتوَّج اسمه بالجائزة بعد تسليط الضوء على جهوده المعلنة لإنهاء الحرب في غزة. ترامب الذي سبق أن روّجت دوائر سياسية وإعلامية لترشيحه، تلقى ضربة قوية برفض اللجنة منحه الجائزة، في وقت كانت فيه روسيا من أبرز الداعمين العلنيين لترشيحه.
ترامب وصدمة الخسارة
رغم أن اسم ترامب ارتبط على مدى الأشهر الماضية بجهود وساطة لإنهاء النزاع الدموي في غزة، فإن أوساط نرويجية مطلعة أكدت أن “حجم الجهود لم يصل إلى المستوى الكافي الذي يمكن أن يمنح وزناً عالمياً للإنجاز”، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى أن اللجنة درست ترشيحه بجدية، لكن فوز المعارضة الفنزويلية كان له وقع أكبر باعتباره يحمل رسالة مباشرة ضد الأنظمة السلطوية.
الصدمة الأمريكية كانت واضحة؛ إذ اعتبرت بعض وسائل الإعلام المقربة من ترامب أن ما حدث تسييس للجائزة واستهداف متعمّد للرئيس بينما ذهب محللون آخرون إلى أن قرار اللجنة “يعكس تحوّل الاهتمام الدولي من الملفات الإقليمية الساخنة إلى القضايا الحقوقية والديمقراطية ذات الطابع العالمي”.
ماريا كورينا ماتشادو.. صوت المعارضة
ماريا كورينا ماتشادو، البالغة من العمر 58 عاماً، تُعد من أبرز الوجوه المعارضة في فنزويلا، وقد عُرفت بخطابها الصريح ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو، ودعت لسنوات طويلة إلى انتقال سلمي يفتح الباب أمام بناء دولة ديمقراطية قائمة على التعددية السياسية واحترام الحقوق. حصولها على نوبل للسلام يُنظر إليه اليوم كإشارة دعم قوية لمطالب الشعب الفنزويلي الذي يواجه أزمات اقتصادية وسياسية خانقة منذ سنوات.
لمحة عن نوبل للسلام
جائزة نوبل للسلام، التي تُمنح تقليدياً في العاصمة النرويجية أوسلو، هي واحدة من أكثر الجوائز العالمية إثارة للجدل والتأثير السياسي. وتبلغ قيمتها هذا العام 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.1 مليون دولار أمريكي).
وفي العام الماضي، ذهبت الجائزة إلى منظمة السلام اليابانية “نيهون هيدانكيو”، تقديراً لدورها في تعزيز عالم خالٍ من الأسلحة النووية عبر توثيق شهادات الناجين من قصف هيروشيما وناجازاكي.