شهدت الساحة الفلسطينية والإقليمية تطورًا نوعيًا، فجر اليوم الخميس، بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أشهر، ويقضي بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل القطاع، وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة، إضافة إلى تنفيذ صفقة تبادل أسرى واسعة بين إسرائيل وفصائل المقاومة.

وقالت الحركة، في بيان رسمي، إن المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق جرت "بمسؤولية وجدية"، بمشاركة وفدها ووفود من مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، وذلك ضمن المبادرة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مباحثات عُقدت في مدينة شرم الشيخ، بوساطة مباشرة من قطر ومصر وتركيا، وبدعم سياسي إقليمي ودولي.
 

إشادة بالوسطاء وتأكيد على الالتزام
وأعربت حماس عن تقديرها "للجهود الكبيرة التي بذلها الأشقاء في قطر ومصر وتركيا من أجل إنجاح مسار التفاوض"، كما ثمّنت "المساعي التي قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب نهائيًا وضمان انسحاب الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة".

ودعت الحركة، في بيانها، الرئيس الأميركي والدول الضامنة للاتفاق إلى إلزام حكومة الاحتلال بتطبيق جميع البنود، محذّرة من محاولات المماطلة أو التنصل من التفاهمات. كما ناشدت الأطراف العربية والإسلامية والدولية تقديم الدعم اللازم لإنجاح هذا المسار التاريخي.
 

تحية للصمود الفلسطيني
البيان حمل أيضًا إشادة واسعة بالشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس وداخل أراضي 48 وفي الشتات، مثمّنًا "بطولاته وصموده في وجه آلة الحرب الإسرائيلية ومشاريع الاحتلال الفاشية"، ومؤكدًا أن "التضحيات التي قدّمها الفلسطينيون لن تذهب هباءً، بل أسقطت رهانات الاحتلال على إخضاع الشعب أو تهجيره".

وشددت الحركة على التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية، قائلة: "سنبقى أوفياء لدماء الشهداء ولن نتخلى عن حق شعبنا في الحرية والاستقلال وتقرير المصير".
 

ترامب يعلن "اليوم العظيم"
وجاء إعلان الحركة متزامنًا مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلن توقيع إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطته للسلام، مشيرًا إلى أن الاتفاق يتضمن الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين "قريبًا جدًا"، إضافة إلى انسحاب قوات الاحتلال إلى خطوط متفق عليها، تمهيدًا لما وصفه بـ"سلام قوي ودائم".

ونشر ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" رسالة أكد فيها أن "جميع الأطراف سيتم التعامل معهم بعدل"، معتبرًا أن الاتفاق يمثل "يومًا عظيمًا للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، وللولايات المتحدة". كما خصّ بالشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا على دورهم الحاسم في إنجاح المفاوضات.