في تدوينة له، عبّر الكاتب الصحفي المصري أنور الهواري عن قلقه من غياب مظاهرات التعاطف مع فلسطين في المجتمعات العربية والإسلامية، معتبرًا ذلك ظاهرة كاشفة عن توطن الطغيان في تلك البلدان. وأضاف أن "الحرية هي الفريضة الغائبة"، مشيرًا إلى أن الأنظمة القمعية قد نجحت في إخماد أي تحركات شعبية تدعم القضية الفلسطينية.


 

التظاهرات في الغرب: نموذج للتضامن الفعّال
في المقابل، شهدت العديد من الدول الغربية مظاهرات حاشدة دعماً لفلسطين. على سبيل المثال:

19 مايو 2025: خرجت مظاهرة ضخمة في واشنطن تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، شارك فيها آلاف المتظاهرين من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية.

ألمانيا – برلين، 27 سبتمبر 2025: تظاهر أكثر من 100,000 شخص في "مظاهرة من أجل غزة" بالقرب من بوابة براندنبورغ، مطالبين الحكومة الألمانية بوقف دعمها لإسرائيل وإنهاء ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" في غزة.


 

إيطاليا – 22 سبتمبر 2025: شهدت مدن إيطالية عدة مظاهرات ضخمة، حيث أغلق المحتجون المدارس والموانئ وأوقفوا حركة القطارات، احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على غزة.


 

فرنسا – مايو 2025: نظم الناشطون في فرنسا أكثر من 370 مظاهرة في مختلف المدن، احتجاجًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.


 

سيدني – 3 أغسطس 2025: شارك الآلاف في مسيرة عبر جسر سيدني، مطالبين بوقف العنف في غزة، وذلك بعد أسبوع من إعلان الحكومة الأسترالية استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين.


  • أستراليا – 24 أغسطس 2025: نظمت مجموعة "فلسطين أكشن جروب" أكثر من 40 مظاهرة في مختلف المدن الأسترالية، بمشاركة حوالي 350,000 شخص، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي.
  • ماليزيا – 24 أغسطس 2025: شهدت العاصمة كوالالمبور مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف، مطالبين بوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.
  • إندونيسيا – 24 مايو 2025: تظاهر الآلاف في جاكرتا، مطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وفتح المعابر الإنسانية.
  • الولايات المتحدة – 2025: شهدت الجامعات الأمريكية احتجاجات متزايدة ضد العدوان الإسرائيلي، حيث شارك الطلاب في مسيرات ووقفات تضامنية مع غزة.
  • كندا – 24 أغسطس 2025: نظمت عدة مدن كندية مظاهرات حاشدة، بمشاركة الآلاف، احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على غزة.

 

الأنظمة العربية والإسلامية.. قمع وتهميش
على النقيض، في العديد من الدول العربية والإسلامية، يُلاحظ غياب أي تحركات شعبية مؤثرة لدعم فلسطين. يُعزى ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها:

  • القمع السياسي: حيث تُمنع التظاهرات وتُقمع أي محاولة للتعبير عن الرأي المخالف.
  • التضييق الإعلامي: حيث يتم تهميش القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام المحلية.
  • الانشغال بالقضايا الداخلية: حيث تُركّز الأنظمة على قضاياها الداخلية وتُهمّش القضايا الإقليمية.
  • التطبيع مع إسرائيل: حيث تسعى بعض الدول إلى تحسين علاقاتها مع إسرائيل، مما يُقلل من الدعم الشعبي لفلسطين.

 

الحرية كشرط أساسي للتضامن
يشير الهواري في تدوينته إلى أن "الحرية هي الفريضة الغائبة"، مؤكدًا أن غياب الحريات العامة وحقوق الإنسان في العديد من الدول العربية والإسلامية يُساهم في تهميش القضية الفلسطينية.

بدون حرية التعبير والتنظيم، يصبح من الصعب على الشعوب التعبير عن تضامنها مع فلسطين أو حتى مناقشة القضية بحرية.

وفي الأخير، فإن غياب مظاهرات التعاطف مع فلسطين في المجتمعات العربية والإسلامية لا يُعبّر فقط عن تراجع الدعم الشعبي للقضية، بل يُظهر أيضًا عمق الأزمة السياسية والاجتماعية في تلك البلدان. بينما يظل التضامن مع فلسطين حيًا في ضمير الشعوب الغربية، فإن الشعوب العربية والإسلامية بحاجة إلى استعادة حريتها وحقوقها الأساسية لتتمكن من التعبير عن مواقفها تجاه القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.