وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادة الدول العربية والإسلامية خلال لقاء جمعهم الثلاثاء الماضي بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، وقدّم ورقةً تتضمن خطة لإقرار السلام في الشرق الأوسط، في وقت أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إصراره على استكمال أهداف الحرب، وأنه سيناقش الأمر مع ترامب خلال زيارته للولايات المتحدة.

وخلال الاجتماع الذي عُقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحث قادة ومسؤولون من مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان، مع ترامب، سبل إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ الوضع الإنساني في القطاع.

وحسب بوليتيكو، فإن ترامب كان حازمًا ووعد بأنه لن يسمح لنتنياهو بضم الضفة الغربية، وأنه سيناقشه في نتائج الاجتماع.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدرين لم تسمهما أن ترامب قدم خطة لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط تضمنت تفاصيل الحوكمة والأمن بعد الحرب.

ولاحقًا قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف "قدّمنا ما نُسميه خطة ترامب المكونة من 21 نقطة للسلام في الشرق الأوسط، أعتقد أنها تُعالج المخاوف الإسرائيلية، وكذلك مخاوف جميع جيران المنطقة".

وأضاف "الولايات المتحدة متفائلة، بل واثقة من أننا سنتمكن خلال الأيام المقبلة من الإعلان عن شكل ما من الانفراجة في الحرب بغزة بين إسرائيل وحماس".

لكن ويتكوف لم يُدلِ بأي تعليق بشأن الضفة الغربية، كما لم يُفصح عن تفاصيل الخطة وما تتضمنه. فيما كشف رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، السفير ماجد عبد الفتاح، أن القادة ناقشوا في الاجتماع خطوات تنفيذية بشأن مستقبل غزة بعد الحرب ووقف إطلاق النار.

وأضاف خلال تصريحات تليفزيونية مساء أمس أن 10 آلاف شرطي تابعين للسلطة الفلسطينية سيتم تدريبهم في مصر وإندونيسيا والأردن لتسلم السلطة في غزة.

ونوّه بإجراء مباحثات بشأن تشكيل قوة استقرار مؤقتة تتمركز أولًا على الحدود المصرية الإسرائيلية، ثم تنتقل إلى قطاع غزة بتنسيق مع تل أبيب وواشنطن، موضحًا أن تلك التحركات ستكون في إطار تفاهمات تسمح بانسحاب حركة حماس تدريجيًا بالتزامن مع انسحاب جيش الاحتلال من القطاع.

وفيما لم تكتمل الصورة بشأن الخطة، نقلت الشرق الأوسط عن مصادر لم تسمها أنه خلال 10 أيام تقريبًا ستتضح الصورة أكثر بشأن ما سيُقدّم من قِبل بعض الأطراف بشأن المضي نحو اتفاق حتى ولو كان بشكل مؤقت لوقف العملية بمدينة غزة، والبدء بمفاوضات أكثر أهمية.

في المقابل، أكد نتنياهو قبل توجهه إلى الولايات المتحدة في زيارة دبلوماسية أمس ، أنه سيناقش مع ترامب "الفرص العظيمة التي أتاحتها الانتصارات الإسرائيلية، وضرورة استكمال أهداف الحرب".

تأتي التحركات فيما يشن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، بدأها الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن تستمر أشهرًا وفق التقديرات، ما يسبب نزوحًا متزايدًا بين المدنيين الفلسطينيين الذين يفرون جنوبًا من القصف الذي يلاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 164 ألفًا آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 435 شخصًا بينهم 147 طفلًا نتيجة المجاعة.
 

البنود الرئيسية للخطة

  • الدولة الفلسطينية وحجم الأراضي
    الخطة تقترح “حل الدولتين”، بحيث تُمنح فلسطين دولة مستقبلاً، لكن الأراضي المعروضة لها أقل بكثير مما كانت تطالب به سابقاً. فبدلاً من الحصول على ما يقارب 94٪ من الضفة الغربية، كما جاء في مبادرات سابقة، تمنح الخطة نحو 70٪ فقط، مع تعويضات بأراضٍ صحراوية قرب قطاع غزة.
     
  • القدس
    تؤكد الخطة أن القدس تبقى “عاصمة موحدة” لإسرائيل، على أن تُمنح العاصمة الفلسطينية الموعودة أجزاء من القدس الشرقية في مناطق خارج الجدار العازل مثل أبو ديس وشعفاط.
     
  • المستوطنات في الضفة الغربية
    تقترح الخطة اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على المستوطنات الكبرى في الضفة، وهو ما أثار اعتراضاً واسعاً باعتباره تكريساً لواقع الاحتلال.
     
  • اللاجئون الفلسطينيون
    تتضمن الخطة خيارات محدودة للاجئين، مثل البقاء في أماكن إقامتهم الحالية، أو الانتقال إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية، أو إعادة التوطين في بلد ثالث، مع إنشاء صندوق مالي لدعم هذه الحلول. لكنها لا تقبل بمبدأ العودة الكاملة إلى الأراضي المحتلة عام 1948.
     
  • الأمن والسيادة الإسرائيلية
    تشترط الخطة أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، على أن تبقى لإسرائيل اليد العليا في الملفات الأمنية والرقابة على الحدود والمجال الجوي.
     
  • تجميد بناء المستوطنات
    تضمنت الخطة وعداً بتجميد مؤقت لبناء مستوطنات جديدة لفترة محدودة، في حال وافق الفلسطينيون على الدخول في مفاوضات.
     
  • ما مصير حماس؟
    قال مصدر دبلوماسي  إن الخطة الأميركية اقترحت مبادرة جديدة لحكم غزة بدون حماس.

وأضاف المصدر أن القادة العرب والمسلمين أكدوا خلال الاجتماع معارضتهم لأي خطوات من شأنها تقويض إصلاح السلطة الفلسطينية أو منعها من تولي إدارة غزة والضفة الغربية.

ووفقًا لموقع أكسيوس، تضمنت الخطة الأميركية دورًا للسلطة الفلسطينية، وقوة أمنية تضم فلسطينيين وقوات من دول عربية وإسلامية، وتمويلًا من دول المنطقة لدعم إعادة الإعمار والإدارة الجديدة.