بعثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، رسالة مباشرة إلى الاحتلال الإسرائيلي، أكدت فيها أن غزة تحولت إلى ساحة معركة مليئة بالكمائن والعبوات والمتفجرات، مشيرة إلى أن مقاتليها أعدّوا "جيشاً من الاستشهاديين" للتصدي لأي محاولة اجتياح بري.
وقالت الكتائب في بيان عبر قناتها على تطبيق تليجرام، أمس الخميس، إن "غزة لن تكون لقمة سائغة لجيش الاحتلال"، مشددة على أنها جاهزة لتحويل المدينة إلى "مقبرة مفتوحة للجنود المهاجمين"، ومتوعدة قادة العدو بأن "أرواح جنودكم ستُرسل إلى جهنم".
وأضاف البيان أن الاحتلال يواجه حرب استنزاف طويلة ستكبده أثماناً باهظة، من قتلى وأسرى وخسائر عسكرية، لافتاً إلى أن الجرافات الإسرائيلية، التي يعتمد عليها الجيش في فتح الطرق أمام الآليات المدرعة، ستكون أهدافاً مباشرة لمقاتليها، بل وستشكل سبباً في "زيادة أعداد الأسرى لدى القسام".
تهديد بمصير الأسرى
وفي رسالة أكثر حدة، أكدت الكتائب أن "الأسرى موزعون داخل أحياء مدينة غزة"، محملة حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن مصيرهم.
وقالت بوضوح: "لن نحافظ على حياة الأسرى طالما قرر نتنياهو قتلهم عبر توسيع العملية البرية".
خلفية العملية البرية
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، الثلاثاء الماضي، بدء عملية عسكرية برية واسعة في مدينة غزة تحت اسم "عربات جدعون 2".
لكن، وبعد يومين من الإعلان، ظل التقدم على الأرض محدوداً للغاية، إذ اقتصرت التحركات العسكرية على أطراف الأحياء الشمالية الغربية للمدينة، وفق مصادر متطابقة، ما يعكس حجم التحديات الميدانية التي تواجه قوات الاحتلال.
تكتيكات المقاومة
تعتمد المقاومة الفلسطينية، منذ انطلاق الحرب في السابع من أكتوبر 2023، على أسلوب نصب كمائن محكمة وتفجير عبوات ناسفة، ألحقت خسائر كبيرة بصفوف جيش الاحتلال.
كما تمكنت من تدمير وإعطاب مئات الآليات العسكرية، بالتوازي مع قصف مستعمرات إسرائيلية ومراكز مدنية وعسكرية بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، ما زاد من الضغط على القيادة الإسرائيلية سياسياً وأمنياً.
حرب مستمرة رغم التهدئة السابقة
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، واستمر نحو شهرين، فإن قوات الاحتلال واصلت خروقاتها خلال فترة التهدئة، قبل أن تعود لتكثيف عدوانها وحصارها الخانق على القطاع.
حصيلة كارثية
منذ اندلاع الحرب الحالية، بدعم مباشر من الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، تواصل إسرائيل شن واحدة من أعنف الهجمات على قطاع غزة، ما أسفر – وفق وزارة الصحة الفلسطينية – عن استشهاد وإصابة نحو 231 ألف فلسطيني حتى اليوم، معظمهم من النساء والأطفال، في حصيلة وُصفت بأنها "كارثية وغير مسبوقة" في تاريخ الصراع.