أصدر محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي المصري، بيانًا رسميًا الجمعة، أعلَن فيه عدم ترشحه لانتخابات رئاسة النادي المقبلة، وبداية تنفيذ توصيات الأطباء ببدء مرحلة علاج، وتخفيف الضغوط عن نفسه. يأتي هذا الإعلان قبل نحو شهرين من موعد انعقاد الجمعية العمومية التي ستدعو لانتخابات مجلس الإدارة الجديد.
 

سياق القرار ورسالة الخطيب إلى الأعضاء والجماهير
قال الخطيب في بيانه الموجه إلى أعضاء المجلس وأعضاء الجمعية العمومية للنادي:
«منذ ثماني سنوات، تعاهدنا مع جماهير النادي الأهلي وأعضائه، أن نعمل بإخلاص وبجهد ورؤية، ليبقى الأهلي على القمة دائمًا، بتاريخه ومبادئه وبطولاته، وبتطوير مستمر لمنشآته وخدمات أعضائه».

وأضاف أنه على مدار دورتين انتخابيتين، تشرف بأن يكون رئيس المجلس، وعمل مع مجلسي الإدارة الحالي والسابقة من أجل رفع قيمة الأهلي في كل المستويات — الرياضية، والاقتصادية، والإدارية، والإنشائية، والخدمية، والمجتمعية. وأكد أن كل إنجاز حققه النادي في عهده كان نتاج عمل مؤسسي وجماعي، ووعي بمكانة الأهلي محليًا، وأفريقيًا، وعالميًا.

ثم أفاد بأن عدة محاولات سابقة للسعي إلى الابتعاد قد حصلت وفق توصية الأطباء، لكن الأحداث والالتزامات المستجدة كانت دائماً ما تعيده للعمل اليومي، احترامًا للمسؤولية الملقاة عليه وثقة الجماهير.
 

الأسباب: الصحة والتوصيات الطبية
أوضح الخطيب أن السبب الرئيسي وراء قراره هو توصيات طبية مشددة بضرورة الابتعاد عن الضغوط النفسية والجسدية، من أجل مرحلة علاجية تتيح له استعادة صحته. كما أفادت مصادر مقربة للنادي بأن الخطيب يعاني من ضغوط صحية متزايدة، دفعته لاتخاذ هذا القرار بعد تفكير متأنٍ، وقد بلّغ المجلس برغبته شخصيًا قبل اجتماع مجلس الإدارة الأخير.

ووفق مصادر أخرى، عرض الخطيب على الأعضاء إمكانية أن يقوم بدور استشاري أو تقديم الرأي في القضايا المهمة حتى يتم انتخاب مجلس جديد، لكنه لن يخوض المنافسة أو يكون مرشحًا رسميًا لمنصب الرئاسة في الدورة القادمة.
 

الميراث والمسيرة: ما الذي حققه الأهلي في عهد الخطيب؟
منذ تولي محمود الخطيب رئاسة الأهلي عام 2017، وإلى اليوم، حقق الفريق أداءً رياضيًا ملفتًا، إذ فاز بلقاب دوري الأبطال الإفريقي، وكأس مصر، والسوبر المصري، والسوبر الإفريقي، وشارك في مسابقات دولية مرموقة مثل كأس العالم للأندية عدة مرات، وحقق فيها مراكز متقدمة من بينها الميداليات البرونزية.

كما شهد النادي في عهده تطويرات في البُنية التحتية، وتحسين منشآت النادي وخدمات للأعضاء، وتأكيد على العمل المؤسسي والشفافية في بعض الملفات، مما أكسبه احترامًا بين الأندية المنافسة وأسهم في تعزيز صورة الأهلي داخليًا وخارجيًا.
 

التوقيت والإجراءات القادمة
أشار البيان إلى أن موعد انعقاد الجمعية العمومية الخاصة للنادي الأهلي محدد ليوم الجمعة الموافق 19 سبتمبر 2025؛ حيث يُتوقع أن تُعقد الجمعية للمشاركة في رسم مسار النادي في الفترة المقبلة، وانتخاب مجلس إدارة جديد.

كما أوضح أن الدعوة إلى الانتخابات ستكون خلال فترة لا تتجاوز الشهرين من الآن، مما يفتح بابًا لمن يرشح نفسه، ويُعد الكفاءات لتحمل المسؤولية، خاصة في ظل التحديات التي خلفها قرار الخطيب وقف الترشح.
 

ردود الفعل والكواليس
القرار فاجأ عددًا من أعضاء مجلس الإدارة وطيّره، إذ ذكر عدة مصادر أن الخطيب لم يُخطّر بعض المقربين حتى قبل اجتماع المجلس، وأن الخطاب الذي أعده للاعتذار قد قُدم لأعضاء المجلس مساء الخميس، وقد حاول بعض المسؤولين تدارك الأمر أو منعه، لكن الخطيب أصرّ على موقفه.

كما ترجمت الجماهير الأمر بحالة من الصدمة والحزن، خاصة أن الخطيب كان يُعد نفسه للمنافسة، وكان يُجري استعدادات انتخابية. بعض المراقبين رأوا أن القرار يرتبط ليس فقط بالصحة، بل أيضًا بالضغوط الجسدية والإدارية التي تراكمت خلال السنوات الماضية.
 

الخاتمة: نهاية حقبة وبداية مرحلة جديدة
مع إعلان محمود الخطيب عدم الترشح رسميًا، تُغلَق حقبة امتدت ثماني سنوات في رئاسة الأهلي، اتسمت بالبطولات، والتحديات، والإنجازات، ولكن أيضًا بالضغوط والتضحيات الشخصية. القرار يُعد خطوة مهمة نحو مرحلة انتقالية جديدة ينبغي أن تراعي فيها الصحة أولًا، ثم الاستمرارية المؤسسية للنادي، مع الحفاظ على المكتسبات التي تحققت.

في ظل غيابه عن رئاسة النادي للفترة القادمة، ستكون الأنظار متجهة نحو من سيخلفه، وكيف سيستطيع المجلس الجديد قيادة الأهلي في مراحل مفصلية — إما للحفاظ على الزخم الذي بناه الخطيب أو لإحداث تغييرات جديدة تخدم تطلعات الجماهير.