أثار اسم الداعية البرتغالي المسلم محمد إبراهيم ضجة واسعة خلال الساعات الماضية، بعد أن ظهر ضمن قائمة الحسابات التي يتابعها النجم العالمي كريستيانو رونالدو على منصة "إنستجرام".
هذه الخطوة المفاجئة من قائد نادي النصر السعودي لم تمر مرور الكرام، بل دفعت الكثيرين للبحث عن شخصية هذا الداعية، وعن أسباب اهتمام لاعب بحجم رونالدو بمحتواه الديني والدعوي.
 

متابعة مثيرة للجدل.. ورسائل خفية
المتابعة الرقمية التي قد يراها البعض تفصيلًا بسيطًا، أخذت أبعادًا أوسع نظرًا لمكانة رونالدو الذي يعيش في السعودية منذ انضمامه إلى النصر مطلع 2023.
بالنسبة للكثيرين، فتحت هذه الخطوة الباب لتساؤلات حول مدى انفتاح النجم البرتغالي على الثقافة الإسلامية، وما إذا كان الأمر يعكس اهتمامًا شخصيًا أو مجرد بادرة عابرة.

في المقابل، رأى آخرون أن مجرد تسليط الضوء على حساب محمد إبراهيم من خلال متابعة رونالدو، يُعد اعترافًا غير مباشر بمكانة الداعية وتأثيره المتنامي داخل البرتغال وخارجها.
 

محمد إبراهيم.. من أصول موزمبيقية إلى منصة الدعوة في البرتغال
وُلد محمد إبراهيم في البرتغال لأسرة تعود جذورها إلى موزمبيق، ليجد نفسه منذ سنوات شابًا مسلمًا يحاول أن يقدم صورة مختلفة عن الإسلام داخل مجتمع غربي متنوع.

اعتمد منذ بداياته على مخاطبة الناس بلغتهم البسيطة، وتقديم الدين الإسلامي بعيدًا عن التعقيد أو المصطلحات الصعبة، ليكسر الصورة النمطية التي ترسخت لدى البعض.

هذا الأسلوب جعله قريبًا من الشباب بشكل خاص، حيث ركّز على التفاعل المباشر عبر الإنترنت، والإجابة على الأسئلة الأكثر حساسية المرتبطة بالدين والحياة اليومية.
ومن هنا بدأت قصص عديدة لأشخاص أعلنوا إسلامهم بعد متابعتهم له والتأثر بما يقدمه.
 

منابر رقمية.. وتأثير عابر للحدود
اليوم، يملك محمد إبراهيم حضورًا رقميًا قويًا يتجاوز 137 ألف متابع على إنستجرام، إلى جانب قاعدة متزايدة على منصات أخرى.
المميز في جمهوره أنه لا يقتصر على المسلمين، بل يضم أفرادًا من ديانات وخلفيات متنوعة، ما يعكس نجاحه في توصيل رسالة الإسلام بروح عصرية مفهومة للجميع.

محتواه يتميز بالتركيز على تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، مع إبراز القيم الإنسانية المشتركة التي تلامس وجدان أي إنسان بغض النظر عن معتقده، وهو ما جعله يحظى بقبول واسع واحترام داخل وخارج المجتمع البرتغالي.
 

بين الرياضة والدعوة.. مساحات التلاقي
المتابعة التي قام بها رونالدو قد لا تكون سوى إشارة بسيطة، لكنها ألقت الضوء على التلاقي بين الرياضة والدعوة، وكيف يمكن لمحتوى دعوي أن يصل إلى شخصيات عالمية شهيرة.
فاللاعب الذي اعتاد أن يكون في دائرة الضوء بسبب إنجازاته الرياضية، بات اليوم مرتبطًا – ولو عبر متابعة رقمية – باسم داعية مسلم شاب أثبت أن الدعوة في العصر الرقمي يمكن أن تكون مؤثرة وجذابة.