شهد إقليم دارفور غرب السودان كارثة إنسانية غير مسبوقة بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في انزلاق أرضي ضخم دمر قرية ترسين النائية بمنطقة جبل مرة، حيث أعلنت السلطات المدنية التابعة لحركة "جيش تحرير السودان" أمس الأربعاء عن انتشال 270 جثة من تحت الركام والوحول حتى الآن، وسط تقديرات بوجود مئات آخرين ما زالوا تحت الأنقاض.
وقال مجيب الرحمن محمد الزبير، رئيس السلطة المدنية للمناطق الخاضعة لسيطرة الحركة، في تصريح عبر الأقمار الاصطناعية لوكالة الصحافة الفرنسية: "حتى الآن انتشلنا 270 جثة وجرى دفنها، لكن مئات آخرين لا يزالون تحت الركام الذي غطى المنازل ومساحات شاسعة من المزارع".
مأساة شاملة في قرية مدمرة بالكامل
أفادت تقارير الأمم المتحدة، نقلاً عن مصادر ميدانية، أن عدد الضحايا قد يتراوح بين 300 و1000 شخص، لكن الصورة النهائية لا تزال غامضة بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة المنكوبة.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها الحركة المسلحة عشرات المتطوعين وهم يحاولون بوسائل بدائية وبأيديهم انتشال الجثث من تحت الطين الكثيف، في ظل غياب تام للمنظمات الإنسانية الدولية.
وأكد الزبير أن جميع سكان القرية تقريباً والبالغ عددهم نحو ألف نسمة قد لقوا حتفهم باستثناء شخص واحد فقط، بينما قدرت المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما لا يقل عن 150 شخصاً من القرية والقرى المجاورة بعد الكارثة.
خسائر بشرية ومادية فادحة
لم تقتصر الخسائر على البشر فقط، إذ نفقت أعداد كبيرة من الماشية تحت الوحول، وتضررت مصادر المياه والمزارع بشكل كارثي، ما يهدد حياة من تبقى من الناجين على المدى القريب.
وأضاف الزبير: "حتى الآن لم تصل أي منظمة إنسانية إلى الموقع، وكل عمليات الإنقاذ تتم بجهود الأهالي ومقاتلي الحركة وبإمكانات بالغة التواضع، لقد وجدت الكارثة أكبر من كل تصور عندما وصلت القرية".
نداء عاجل للتدخل
مع استمرار عمليات البحث وسط تضاريس وعرة وظروف مناخية سيئة، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل دولي عاجل لتقديم المساعدة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، في وقت يواجه فيه الإقليم أصلاً أزمات إنسانية متراكمة بسبب النزاعات المسلحة والجفاف.
فيديو سابق لقناة الجزيرة:
https://www.youtube.com/watch?v=wQpo_47ZuKA