في فبراير 2025، خسر مرشح مصر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الدكتورة حنان مرسي، الانتخابات التي جرت في أديس أبابا، حيث لم تتمكن من الفوز بالمنصب.
هذا الفشل يسلط الضوء على تراجع الدور المصري في القارة الأفريقية، خاصة بعد خسارة ممثلها مصطفى الجندي في انتخابات البرلمان الأفريقي عام 2018.
 

انتخابات المفوضية الأفريقية 2025: خسارة حنان مرسي
في ديسمبر 2024، أعلنت مصر عن ترشيح الدكتورة حنان مرسي لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضورها في القارة.
ومع ذلك، في فبراير 2025، فشلت مرسي في الفوز بالمنصب، مما يعكس تحديات تواجهها مصر في تعزيز نفوذها داخل الاتحاد الأفريقي.انتخابات البرلمان الأفريقي 2018: خسارة مصطفى الجندي

في مايو 2018، تنافس النائب المصري مصطفى الجندي على رئاسة البرلمان الأفريقي في جوهانسبرغ، لكنه خسر أمام روجيه نكودو دانج، مرشح الكاميرون، الذي حصل على 133 صوتًا من أصل 222.
هذه الهزيمة تعكس تراجعًا في قدرة مصر على التأثير في المؤسسات الأفريقية.
 

أراء المحللين عن هذا الفشل
في إطار التحليل النقدي لتراجع دور مصر في القارة الأفريقية، أشار العديد من الخبراء والمحللين إلى أسباب متعددة لهذا التراجع.

مصطفى الأحول، رئيس مجلس الأعمال المصري للشرق إفريقي، أرجع تراجع دور مصر في إفريقيا إلى غياب الرؤية الحكومية وعدم وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع الدول الأفريقية.
وأشار إلى أن هذا الفراغ الاستراتيجي قد سمح لدول أخرى مثل الصين والسعودية وإسرائيل بدخول القارة وتعزيز نفوذها من خلال مشروعات تنموية وخدمية لصالح شعوب تلك الدول .

د. فرج عبد الفتاح فرج، أستاذ الاقتصاد بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية، تناول في ورقة بحثية أسباب ومؤشرات تراجع الدور المصري في إفريقيا.
أشار إلى أن ضعف التمثيل المصري في المحافل الأفريقية، مثل القمم الأفريقية، وتعدد المنافسين للدور المصري، بالإضافة إلى غياب الرؤية والإرادة السياسية، ساهمت في زيادة تراجع الدور المصري في القارة .

بينما الخبير في الشئون الإفريقية عبدالناصر الحاج أرجع أسباب تراجع الدور المصري في أفريقيا إلى :

  1. ضعف التحالفات الإقليمية: تفتقر مصر إلى تحالفات قوية مع الدول الأفريقية، مما يضعف قدرتها على التأثير في القرارات الإقليمية.
  2. غياب التحرك الميداني: تقلصت الأنشطة الدبلوماسية والاقتصادية المصرية في أفريقيا، مما أثر على صورتها كقوة إقليمية فاعلة.
  3. المنافسة القوية: ظهرت قوى أخرى مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا كلاعبين رئيسيين في القارة، مما قلل من نفوذ مصر.

مقارنة تاريخية: من الريادة إلى التراجع
في الستينات، لعبت مصر دورًا بارزًا في دعم حركات التحرر الأفريقية وتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية.
لكن منذ التسعينات، تراجع هذا الدور بسبب أولويات داخلية وتغيرات في السياسة الخارجية.

الخلاصة أن خسارة حنان مرسي في انتخابات المفوضية الأفريقية، إلى جانب هزيمة مصطفى الجندي في 2018، تشير إلى تراجع الدور المصري في أفريقيا.
يجب على مصر إعادة تقييم استراتيجياتها وتعزيز تحالفاتها وتحركاتها الميدانية لاستعادة نفوذها في القارة.