ظهر الصحفي السعودي عبدالعزيز الخميس داخل قبة الكنيست الإسرائيلي يوم الأربعاء الماضي، مشاركًا في جلسة رسمية بعنوان "تعزيز الترتيبات الأمنية الإقليمية"، والتي أعقبت عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة (عملية السيوف الحديدية) والضربة العسكرية ضد إيران (عام كلافي)، في مشهد أثار موجة غضب واستنكار واسعة في الأوساط العربية والإسلامية.

ورغم وصفه للتطبيع بأنه "عصر جديد مبني على المصالح المشتركة"، دعا الخميس إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وطالب القيادة الإسرائيلية بتحويل تفوقها العسكري إلى إنجاز سياسي، معتبراً أن القوة العسكرية "التي لا تُستخدم لتحقيق السلام تظل بلا قيمة"، على حد تعبيره.

 

خطاب مثير للجدل
وخلال كلمته، خاطب الخميس قادة الاحتلال قائلاً:
"إسرائيل تتمتع بسيطرة عسكرية غير مسبوقة بعد دحر إيران، لكن القوة التي لا تُستخدم من أجل السلام غير فعالة، يجب ترجمة النصر في ساحة المعركة إلى رؤية، هذا هو المطلوب، لديكم فرصة".

وفي موقف بدا مغايرًا للخطاب الرسمي السعودي، أضاف:
"اكتشفنا جميعًا أن حتى اتفاقيات إبراهيم لم تنجح في منع اشتعال المنطقة. من غير المقبول أن يظل أهل غزة محاصرين داخل سجن كبير. يجب إقامة دولة فلسطينية لامركزية، مع التزام إسرائيلي ليس فقط بالأمن، بل بالتعايش. هذه ليست مطالب كبيرة، بل مطلب إنساني وأخلاقي بديهي."

 

ردود فعل غاضبة
ظهور الخميس في الكنيست الإسرائيلي اعتبره كثيرون تجاوزًا لخطوط حمراء، خصوصًا في ظل تصاعد الغضب العربي والإسلامي جراء الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، وفي وقت لم يتم فيه الإعلان عن أي تقدم رسمي في ملف تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

وانتشرت مقاطع فيديو لخطاب الخميس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مترافقة مع تعليقات غاضبة من نشطاء وحقوقيين وشخصيات إعلامية. واعتبر بعضهم ظهوره تمثيلاً لتيار "يطمس الرواية الفلسطينية"، بينما وصفه آخرون بأنه يروّج لتطبيع "مقنّع" تحت ستار الواقعية السياسية.

 

"محسوب على الإمارات"
وتجدر الإشارة إلى أن عبدالعزيز الخميس، المقيم منذ سنوات في بريطانيا، لطالما ارتبط اسمه بالترويج للتقارب العربي مع إسرائيل، ويُتهم من قبل منتقديه بأنه يعمل ضمن أجندة إعلامية مرتبطة بالإمارات، لا سيما في ظل تكرار مواقفه المتوافقة مع سياسة أبوظبي الخارجية، والتي تتعارض في ملفات عديدة مع مواقف الرياض، بحسب ما تذكره حسابات سعودية معارضة.

ووفق مراقبين، فإن ظهور شخصية إعلامية سعودية بموقع رسمي داخل الكنيست – وإن لم يكن بصفة حكومية – يحمل رسائل سياسية ضمنية حول تغيّر موازين الخطاب العربي تجاه إسرائيل، ويعكس تصعيدًا في التحضير النفسي للتطبيع على المستوى الشعبي، بعد أن بات على الأجندة الإقليمية علنًا منذ توقيع اتفاقيات أبراهام.

شاهد:
https://x.com/alkhames/status/1942940449523618154

https://x.com/Mr_hossam_b42/status/1942949782219087988

https://x.com/wolvestravelers/status/1942919862961029367

https://x.com/ThayirAljanub/status/1942902893629038797

https://x.com/keymiftah79/status/1942925925408026866