تحولت مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى إلى ساحات طوارئ، بعد اندلاع حرائق هائلة التهمت منشآت تجارية وصناعية في توقيت متقارب، وسط حالة من الذهول الشعبي.
بداية اللهب.. حريق ضخم في "نجمة هليوبوليس" بالنزهة
بدأ يوم أمس بسيناريو مثير للقلق حينما اندلعت ألسنة لهب كثيفة في مول "نجمة هليوبوليس" الشهير، الواقع بشارع عثمان بن عفان في منطقة النزهة بمحافظة القاهرة.
الحريق، الذي وصفه شهود عيان بـ"المرعب"، انطلق من أحد الطوابق العلوية وامتد بسرعة نحو أجزاء أخرى داخل المبنى التجاري.
وسط صراخ العاملين وذهول الزوار، حاول عدد من الموظفين التدخل لإجلاء المتسوقين قبل وصول سيارات الإطفاء، في مشهد عكس الفوضى والارتباك في ظل غياب منظومة إخلاء منظمة.
الموقع الكثيف بالسكان والخدمات، زاد من حجم القلق العام، فيما تطايرت شظايا اللهب والدخان إلى العقارات المجاورة، ما دفع الأهالي إلى مغادرة المكان بسرعة خشية امتداد النيران إلى منازلهم. وعلى الرغم من ضخامة الحريق.
القطامية تشتعل.. النيران تداهم مصنع مستحضرات تجميل
وفي توقيت متقارب، كانت منطقة الألف مصنع بالقطامية على موعد مع كارثة مماثلة، بعد اشتعال النيران داخل مصنع "حلواني كوزماتكس" المتخصص في مستحضرات التجميل.
المصنع، المقام على مساحة واسعة تقارب 600 متر، تحوّل خلال دقائق إلى كتلة من النيران، خاصة في ظل وجود كميات كبيرة من المواد القابلة للاشتعال مثل الزيوت والعطور والمركبات الكيميائية.
جهود الإطفاء استمرت لساعات، وسط محاولات مكثفة لمنع النيران من التهام باقي أجزاء المصنع أو الوصول إلى المصانع المجاورة. وقد بدت محاولات السيطرة شاقة نظرًا لطبيعة المواد الموجودة داخله.
مأساة في البراجيل.. 42 مصابًا بانفجار مخزن دهانات
وفي واحدة من أكثر الوقائع دموية، أصيب 42 شخصًا على الأقل جراء حريق عنيف نشب في مخزن دهانات في منطقة البراجيل التابعة لمركز أوسيم بمحافظة الجيزة.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن المخزن كان يحتوي على كميات كبيرة من المواد البترولية والكيماوية، تحديدًا "البويات"، ما أدى إلى سلسلة انفجارات متتابعة دوّت أصداؤها في أنحاء المنطقة، وأثارت فزع السكان الذين سارع بعضهم إلى مغادرة منازلهم.
الانفجارات الناتجة عن اشتعال المواد السريعة الاشتعال كانت كفيلة بتدمير أجزاء كبيرة من المخزن، وإحداث موجة صدمة امتدت إلى الشوارع المجاورة.
وقد تم نقل المصابين إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج، وسط حالة من الذعر الشعبي والمطالبات بمحاسبة المسؤولين عن تخزين هذه المواد في منطقة مأهولة بالسكان.
غياب اشتراطات السلامة.. القاسم المشترك
رغم تنوع أماكن الحريق وتباعدها الجغرافي، إلا أن القاسم المشترك في جميع هذه الوقائع تمثّل في غياب أو ضعف إجراءات السلامة داخل المنشآت المتضررة، سواء في المول التجاري، أو مصنع مستحضرات التجميل، أو مخزن الدهانات، كانت النتيجة واحدة: نيران هائلة، خسائر ضخمة، وحالة من الخوف العام.
هذه السلسلة من الحرائق تعيد إلى الواجهة تساؤلات قديمة حول مدى التزام المنشآت باشتراطات السلامة والوقاية من الحرائق، وضرورة الرقابة المسبقة على أماكن تخزين المواد القابلة للاشتعال، لا سيما في المناطق السكنية والتجارية.
شاهد:
https://www.youtube.com/watch?v=fSwV3Or63q0
https://www.facebook.com/Youm7/videos/30605593705705570
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=1146401160865444
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=1686847971962040
https://www.youtube.com/shorts/3_IF6On3epY