أعلنت إيران إطلاق عملية عسكرية حملت اسم "بشائر الفتح"، ردًّا على القصف الأميركي الذي استهدف منشآتها النووية، مركّزة ضرباتها على قاعدتَي "العديد" في قطر و"عين الأسد" في العراق، حيث تتمركز قوات أميركية.
وزارة الدفاع الأميركية أكدت أن الهجوم لم يُسفر عن خسائر بشرية، فيما عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعًا طارئًا مع مجلس الأمن القومي لبحث خيارات الرد، ما يفتح الباب لتساؤلات كبيرة حول طبيعة الرد الأميركي المنتظر ومدى اتساع رقعة التصعيد.
في السياق ذاته، قالت قطر إن الهجوم الإيراني لم يسفر عن إصابات، لكنها اعتبرته "اعتداءً سافرًا"، وأكدت وزارة خارجيتها أن الدوحة تحتفظ بحق الرد بشكل مباشر، وبما يتناسب مع حجم الهجوم وبما يتماشى مع أحكام القانون الدولي.
رد مساو؟
ولا يزال من غير المعروف كيف سترد واشنطن على هذه الضربات الإيرانية لقواعدها في المنطقة، علما أن كل الأطراف دائما ما كانت تحذر من إشعال المنطقة لأهميتها الاستراتيجية للأمن العالمي سواء العسكري أو التجاري أو النفطي.
مارك كانسيان المستشار الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، توقع أن يكون هناك رد أمريكي، لكنه تساءل "هل سيكون "ضخمًا" كما هدّد وزير الدفاع الأمريكي أمس، أم بنفس مستوى الهجوم الإيراني؟".
وحول احتمالية حدوث تدخل بري أمريكي في إيران، قال كانسيان: "لا أعتقد أنه سيكون هناك تدخل بري، فطالما أصرّ الرئيس ترامب على عدم الانخراط في حروب خارجية، وأي عملية برية ستُعدّ انتهاكًا واضحًا لهذا الالتزام".
وتابع، "كما أن أي عملية برية غير ضرورية إذا كان هدف الولايات المتحدة هو تدمير المنشآت النووية الإيرانية فقط، وسيتطلب تغيير النظام جهدًا أكبر بكثير، وربما يشمل قوات برية"، وفقًا لـ"عربي21".
رد على أهداف عسكرية؟
روبرت شابيرو، أستاذ الحكومة والشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا الأمريكية، يعتقد أن "الرد الأمريكي المحتمل يعتمد على حجم الخسائر في الأرواح والإصابات والدمار".
وأوضح شابيرو "في حال مقتل جنود أمريكيين، من المرجح أن يرد ترامب بسرعة نسبية بالمثل على أهداف عسكرية إيرانية، بما في ذلك ربما على البحرية الإيرانية".
وأضاف، "أما إذا كانت الخسائر ضئيلة، فقد لا ترد واشنطن وتصف الوضع بأنه "مستقر" حيث لن تشن إيران هجمات أخرى وتزعم أنها ردت على قصف المنشآت النووية - كما حدث عندما اغتالت الولايات المتحدة قاسم سليماني واستهدف الإيرانيون قاعدة أمريكية ردًا على ذلك، وكانت الإصابات الوحيدة جنودًا مصابين بإصابات دماغية محتملة من قوة الانفجارات. لم ترد أمريكا أكثر من ذلك".
وأكد شابيرو أنه من المستبعد أن تشارك الولايات المتحدة في أي عملية عسكرية برية ضد إيران، حيث ستعتمد على القوة الجوية والصواريخ فقط، وربما البحرية الأمريكية إذا لزم الأمر على السواحل والبحار.
موقف MAGA
وكانت حركة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" MAGA، وهي أهم حلفاء الرئيس ترامب قد رفعت خلال حملته الانتخابية شعار أمريكا أولا، وعلت أصوات بعض أعضائها وعلى رأسهم مستشار ترامب السابق ستيف بانون رافضة أي مشاركة أمريكية في الحرب على إيران.
وحذر بانون سابقا من انضمام الجيش الأمريكي إلى الاحتلال الإسرائيلي في محاولته لتدمير البرنامج النووي الإيراني.
وتثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الحركة ستغير موقفها بعد الهجمات الإيرانية على القواعد الأمريكية؟
روبرت شابيرو قال، "لن ترتفع أصوات MAGA المعارضة للحرب عاليا، طالما لم تُرسل الولايات المتحدة قوات وكانت الخسائر الأمريكية ضئيلة، ومن المؤكد أن قاعدة مؤيدي ترامب والجمهوريين الآخرين سيتبعون زعيمهم في خطى ثابتة إلى حد كبير في هذه المرحلة طالما استطاعوا ادعاء فوزه في انتخابات 2020".
من جهته يرى مارك كانسيان أنه في الوقت الحالي، المعارضة داخل الحزب الجمهوري خافتة، لو طالت الحرب، لكانت أصواتها أقوى، لكن سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن تصبح المعارضة قوية بما يكفي لتغيير مسار العمل الأمريكي.