دخلت محافظة الجيزة في أزمة جديدة تتعلق بتوزيع طلاب رياض الأطفال المتقدمين للمدارس التجريبية، بعد أن فوجئ مئات أولياء الأمور بتسكين أبنائهم في مدارس تقع في مناطق تبعد عشرات الكيلومترات عن محل إقامتهم، مثل الصف والعياط وأطفيح، ما فجر موجة من الغضب والاحتجاجات، ودفع لجنة التعليم بمجلس النواب للتدخل بعقد جلسة مغلقة ناقشت القضية في سرية تامة.
"النفي التعليمي" يفجر الاحتجاجات
أصل الأزمة يعود إلى قرارات مديرية التربية والتعليم بالجيزة التي وزعت طلابًا في سن الخامسة وما فوق، تقدموا للالتحاق بالمدارس التجريبية، على إدارات تعليمية تقع في أطراف المحافظة.
ورغم أن هذه الإدارات مثل الصف والعياط وأطفيح تُعد من المناطق النائية، إلا أن المديرية لم تراعِ في التوزيع اعتبارات القرب الجغرافي أو سهولة الوصول.
الأمر لم يتوقف عند التوزيع فقط، بل تصاعد الاحتقان بعد أن طُلب من أولياء الأمور توقيع إقرار بعدم نقل أطفالهم من المدارس المخصصة لهم لمدة خمس سنوات كاملة، مع التهديد بأن عدم حضور الطفل يُعد بمثابة موافقة ضمنية على تحويله إلى مدرسة حكومية عربية غير تجريبية، ما اعتبره الأهالي "نفيًا تعليميًا" لأبنائهم.
جلسة برلمانية مغلقة.. والحل قيد البحث
الاحتجاجات دفعت النائبين طارق الطويل (حزب الشعب الجمهوري) وأميرة العادلي (تنسيقية شباب الأحزاب) إلى التقدم بطلبات إحاطة لمجلس النواب، مما أدى إلى عقد جلسة خاصة للجنة التعليم يوم الاثنين الماضي.
غير أن رئيس اللجنة النائب سامي هاشم (مستقبل وطن) قرر حجب الجلسة عن الإعلام، قائلًا إنها "سرية".
رغم التعتيم، كشفت مصادر نيابية حضرت الجلسة –طلبت عدم نشر أسمائها– أن اللجنة شكلت لجنة مصغرة برئاسة النائبة منى عبد العاطي، وكيلة اللجنة، للبحث عن حلول بديلة تراعي التوزيع الجغرافي من دون تجاوز الحد الأقصى للكثافة في الفصول الذي حددته وزارة التربية والتعليم بـ50 طالبًا.
وأكد أحد أعضاء اللجنة أن هناك اتجاهًا قويًا لحل الأزمة وتسكين الطلاب في مدارس أقرب قبل انتهاء العام الدراسي الحالي، وهو ما تحاول اللجنة المصغرة إنجازه بالتنسيق مع المديرية والمحافظة.
موقف المحافظ و"العجز المزمن"
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، عقد نواب الجيزة اجتماعًا مع المحافظ عادل النجار نهاية مايو الماضي، حيث أكد المحافظ أن القرارات جاءت نتيجة الضغط الهائل على المدارس التجريبية وندرة الأماكن المتاحة.
كما تعهد بافتتاح عدد من المدارس الجديدة تدريجيًا لتقليل الكثافات.
ورغم ذلك، أكد نواب الجيزة أن المحافظ لا يزال متمسكًا بقرارات التوزيع الحالية، التزامًا بتعليمات وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف بالحفاظ على سقف الكثافة المقررة.
أولياء الأمور: "عاوزين حلول مش ترحيل"
على الأرض، نظم أولياء الأمور المتضررون وقفة احتجاجية أمام مديرية التعليم بالجيزة، رفعوا خلالها لافتات تطالب بتوفير حلول حقيقية.
وقال بعضهم إن الحلول متاحة لو أرادت الوزارة، مطالبين بتدشين فصول إضافية داخل المدارس القريبة أو رفع الكثافة مؤقتًا إلى 60 طالبًا، كما كان الحال في العام الدراسي الماضي.
