تشهد الحرب المتصاعدة بين إيران والاحتلال الاسرائيلي فصولًا جديدة من التصعيد الدموي والعسكري والدبلوماسي، مع تحذيرات دولية متزايدة من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، بعد أن وصلت الصواريخ إلى قلب بئر السبع، وردت تل أبيب بضربات عنيفة استهدفت منشآت عسكرية ومدنية في طهران.
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن 54 شخصاً أصيبوا اليوم الجمعة نتيجة قصف إيراني طال منطقة بئر السبع، معظمهم جُرحوا أثناء هرولتهم إلى الملاجئ. بذلك، ارتفع عدد الجرحى منذ بدء الحرب إلى أكثر من 2500، غادر معظمهم المستشفيات لاحقًا.
صاروخ إيراني يدمر منشأة استخباراتية في بئر السبع
وكالة "إرنا" الإيرانية أكدت أنّ صاروخًا باليستيًا دمّر مبنى "غاف يام 4" التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في مجمع "سايبر سبارك" جنوب البلاد، والذي يُعد مركزًا لأبحاث وتدريب الطائرات بدون طيار والتجسس السيبراني.
https://www.facebook.com/reel/763255416238417
https://www.facebook.com/reel/664384790097787
https://www.facebook.com/reel/1956229998541132
https://www.facebook.com/reel/1385628126006127
https://www.facebook.com/reel/885898067076941
https://www.facebook.com/watch/?v=691832733695812
https://www.facebook.com/reel/723388720047372
وفي المقابل، قال جيش الاحتلال إنه نفّذ خلال الليل ضربات على عشرات الأهداف الإيرانية، بما فيها منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية المتهمة بالمشاركة في تطوير أسلحة نووية. وأسفرت إحدى الغارات عن مقتل عالم نووي وتدمير مستشفى في طهران، في وقت أعلن فيه الهلال الأحمر الإيراني تضرر خمسة مستشفيات منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
الهجمات الإيرانية تُشرّد الآلاف
تسببت الضربات الإيرانية في تشريد أكثر من 5100 مستوطن إسرائيلي، غالبيتهم من الجنوب والوسط، حيث أُجبروا على مغادرة منازلهم المتضررة إلى مراكز إيواء طارئة، وسط أجواء من الذعر والتأهب لمزيد من الهجمات.
أوروبا تسابق الحرب في جنيف.. وواشنطن تعرض التفاوض سراً
وفي محاولة لوقف الانهيار الإقليمي، ينعقد في جنيف اجتماع حاسم بين وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ومسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تقديم "عرض تفاوضي شامل" يشمل الملف النووي والصواريخ الباليستية وتمويل الفصائل المسلحة.
بالتزامن، كشفت مصادر أن واشنطن كثفت رسائلها إلى طهران لطلب لقاءات مباشرة في دولة ثالثة. لكن الوزير الإيراني عباس عراقجي أعلن رفض بلاده أي تفاوض في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية، قائلاً: "لا دبلوماسية تحت النار".
كاميرات الحرب.. سلاح خفي في المعركة
وفي تطور لافت، نقلت وكالة "بلومبرغ" أن إيران استغلت آلاف كاميرات المراقبة الخاصة في إسرائيل لجمع معلومات استخبارية فورية حول نتائج ضرباتها الصاروخية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الأجهزة غير المؤمنة باتت "ثغرات قاتلة"، في ظل تحذيرات رسمية من وجود 66 ألف كاميرا متصلة بالإنترنت بكلمات مرور افتراضية فقط.
وقد أطلقت إسرائيل حملة لتعطيل الكاميرات الشخصية في المناطق الحساسة، في حين اتهمت إيران تل أبيب بشن هجمات سيبرانية على بنيتها التحتية الحيوية، بما في ذلك البنوك والبورصات.
"جمعة الغضب والنصر" في إيران
في الداخل الإيراني، خرجت مظاهرات حاشدة اليوم تحت شعار "جمعة الغضب والنصر" في طهران وعدة مدن، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي، وسط شعارات تؤكد على "صمود الشعب ورفض الاستسلام". وجاء ذلك بعد نحو أسبوع من بدء القصف الإسرائيلي الذي خلف عشرات الشهداء والجرحى، ودمر بنى تحتية مدنية ومستشفيات.
https://www.facebook.com/AJA.Egypt/videos/1372808010502932
https://x.com/AlMayadeenNews/status/1936010893776896431
إصرار إيراني.. ولا مكان للتراجع
وفي موقف لافت، شدد مجمع تشخيص مصلحة النظام على أن "الشعب الإيراني لن يستسلم، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يفهم صلابة هذا الشعب"، في رسالة واضحة تفيد بأن أي محاولة للضغط أو فرض اتفاق قسري لن تمر.