في مثل هذا اليوم قبل 6 سنوات، سقط الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، مغشيًا عليه داخل قفص زجاجي بمحكمة في القاهرة، ولم يُسعفه أحد. لم تكن وفاته مجرد حدث قضائي عابر، بل لحظة صادمة مثّلت ذروة مأساة سياسية وإنسانية هزّت وجدان الملايين، وعرّت واقعًا من القمع والانهيار في مسار الديمقراطية الوليدة بعد ثورة 25 يناير.
مرسي، الرئيس الذي وصل إلى الحكم بإرادة شعبية نزيهة في أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ البلاد عام 2012، لم يُمنح سوى عامٍ واحد في الحكم، عامٌ قصير انتهى بانقلاب عسكري دموي في 3 يوليو 2013، قاده وزير دفاعه آنذاك عبد الفتاح السيسي، بدعم علني وتمويل سخي من الإمارات والسعودية، بحسب ما وثقته تقارير دولية وتسريبات إعلامية.
سقوط التجربة الديمقراطية ومحاصرة الرئيس
بعد عزله، بدأت مرحلة "القتل البطيء" كما يسميها حقوقيون، حيث اعتُقل مرسي في ظروف مشددة، عُزل فيها عن العالم الخارجي ومنع من زيارة أسرته أو محاميه لمدد طويلة، لم يُعامل كرئيس سابق أو حتى كسجين عادي، بل كمعتقل سياسي مستهدف، وُضع في زنزانة انفرادية بسجن طره سيئ السمعة، وخضع لمحاكمات وصفها حقوقيون بأنها "هزلية وغير قانونية".
وُجهت له تهم عدة بينها "التخابر" و"التحريض على العنف"، وهي تهم اعتبرتها منظمات دولية جزءًا من عملية سياسية انتقامية ممنهجة، هدفها تصفية إرث يناير واستئصال جماعة الإخوان المسلمين وكل من يمثل مشروع الثورة.
إهمال طبي متعمد أم تصفية بطيئة؟
قبل الست سنوات، حُرم مرسي من الرعاية الطبية رغم معاناته من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وتفاقمت حالته الصحية وسط تجاهل متعمد. وفي تقرير صادم، قال خبيران أمميان إن احتجازه تم في ظروف يمكن أن ترقى إلى "القتل التعسفي من قبل الدولة".
وفي جلسة المحكمة بتاريخ 17 يونيو 2019، انهار مرسي فجأة أمام القضاة، دون أن يُنقل إلى المستشفى أو تُبذل محاولات إنقاذ حقيقية، ليفارق الحياة وسط صمت رسمي رهيب وسخط شعبي متصاعد، ما دفع أسرته وأنصاره لاتهام السلطات باغتياله عبر الإهمال الطبي المتعمّد.
تشييع قسري.. ودفن خلف الجدران
لم يكتفِ السلطات الانقلابية بحرمان مرسي من محاكمة عادلة، بل منع حتى إقامة جنازة تليق به، حيث دُفن في جنح الليل، في ظل إجراءات أمنية مشددة، وبحضور عدد محدود من أفراد أسرته، وسط غياب أي ممثل رسمي أو إعلامي، وكأن الدولة أرادت طمس الجنازة كما طمست حياته السياسية.
المشروع الإقليمي المضاد للربيع العربي
يرى محللون أن ما حدث لمرسي لم يكن حدثًا مصريًا داخليًا فقط، بل جزء من مشروع إقليمي مضاد لموجات الربيع العربي، قادته أبوظبي والرياض لضرب أي تجربة ديمقراطية في مهدها، وهو ما أثبتته لاحقًا وثائق استخباراتية وتصريحات مسؤولين غربيين أكدوا الدور الخليجي في تمويل الانقلاب ودعم النظام الجديد بمليارات الدولارات.
وقد أدت حملات إعلامية ممولة من الغرب ومن رجال أعمال، إلى تشويه مرسي وتجربته، عبر اتهامات متكررة بالضعف أو الفشل، رغم أنه لم يُمنح فرصة حقيقية لحكم البلاد وسط حصار اقتصادي وإداري وأمني، ومعارضة شرسة من الدولة العميقة وأذرعها.
مرسي في ذاكرة الشعوب.. والعدالة المؤجلة
رغم مرور ست سنوات على اشتشهادة لا تزال صورة مرسي حاضرة في ذاكرة ملايين المصريين والعرب، ليس فقط كرئيس منتخب، بل كرمز للشرعية والمبدأ، رجلٌ رفض الاعتراف بالانقلاب حتى وهو خلف القضبان، مرددًا عبارته التي خلّدها التاريخ: "أنا الرئيس الشرعي، ولن أعترف بغير ذلك حتى آخر نفس في حياتي".
في كل ذكرى لرحيله، تتجدد الدعوات إلى فتح تحقيق دولي نزيه في ظروف وفاته، ومعاقبة كل من شارك في عزله وتعذيبه وتغييبه، تأكيدًا على أن العدالة قد تغيب لكنها لا تموت، وأن صوت الشعوب لا يُخرَس بالدبابات.
تفاعل واسع على وسائل التواصل
عبر منصات التواصل، تصدر وسم #محمد_مرسي الترند في عدد من الدول العربية، حيث تداول الناشطون صورًا وكلمات تذكارية تعبّر عن الوفاء للرئيس الراحل، ووصفه كثيرون بأنه "شهيد الديمقراطية" و"الرئيس الذي مات صائمًا شامخًا".
واستعاد المغردون مواقفه الثابتة من فلسطين وسوريا، وإصراره على استقلال القرار الوطني، مؤكدين أن اغتياله لم يكن نهاية لرجل بل محطة لكشف المستور وإحياء الأمل بجيلٍ جديد لا ينسى.
https://x.com/morsidemocracy/status/1934728549035835651
https://x.com/ERC_egy/status/1934857213517963676
https://x.com/ahmedatwan66/status/1934806879105896649
https://x.com/Naay79/status/1934921926537015472
https://x.com/morsidemocracy/status/1934598351120392228
https://x.com/falahi07/status/1934950541441802396
https://x.com/AbwhashimAlhid/status/1934949215840723194
https://x.com/ahmedrashad11/status/1934942261294367209
https://x.com/khfagy10/status/1934936539953598711
https://x.com/manar83710/status/1934936513059737789
https://x.com/manar83710/status/1934935378089095523