توفي أمس، السبت مسؤول بشركة مقاولات، اتهمت شركته بالتنقيب عن الآثار في قصر للثقافة بمحافظة الأقصر، بعد أيام من القبض عليه بسبب شكوى، أهالي منطقة أبو الجود، لمركز الشرطة ومسؤولي وزارة الثقافة عن عمليات الحفر للبحث عن الآثار داخل القصر قبل وصول وزير الثقافة أحمد هنو، بثلاثة أيام،  الأحد 1 يونيو الجاري.

وأثار كذب وزير الثقافة  بأنه من اكتشف الواقعة أثناء زيارته للمكان، كما ورد ببيان صادر من الوزارة، وجود بعض الشبه في مقتله.

وما يؤكد كذب الوزير هو نشر صحف محلية، منها اليوم السابع تقريرًا عن الواقعة مأخوذًا عن مصادر أمنية، يوم السبت 31 مايو، فيما وصل الوزير يوم الأحد 1 يونيو إلى القصر.

وأوردت الصحيفة في تقريرها، أن موظفي قصر ثقافة الطفل، عثروا على فتحة مربعة في إحدى غرف شقة تابعة للقصر، بعد تسليم الشقة لأحد المقاولين لتشطيبها، وتبين -بحسب تقرير الصحيفة- إن الحفر كان بغرض البحث عن الآثار أسفل منازل منطقة أبو الجود وسط مدينة الأقصر، وانتقل إلى موقع الحفر كلا من اللواء علي الشرابي، رئيس مدينة الأقصر، واللواء عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر.

وكشف تقرير اللجنة الأثرية التي تولت فحص موقع الحفر، أسفل قصر ثقافة الطفل، أن عمق الحفر بلغ نحو 5 أمتار بخلاف وجود نفق بطول 9 أمتار أسفل المنازل المجاورة، كما عثرت اللجنة على قطع فخارية وشواهد أثرية بموقع التنقيب، بحسب ما نشرت الصحف المصرية.
 

الرواية المضللة
   
وذكرت مصادر طبية أن المقاول التابع للشركة المتورطة بالتنقيب عن الآثار أسفل مبنى قصر ثقافة الطفل في منطقة أبو الجود بالأقصر، توفي السبت داخل محبسه إثر هبوط حاد في الدورة الدموية.
وتبين أن المقاول ويدعى "ج أ م" في العقد الخامس من العمر، شعر بآلام حادة خلال تواجده في محبسه، وجرى نقله إلى المستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، فيما كشف مصدر طبي أن المقاول أصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية أدى لوفاته.

وكانت النيابة الإدارية في مصر قد أعلنت تفاصيل واقعة التنقيب عن الآثار خلال زيارة وزير الثقافة لمقر تابع لوزارته في محافظة الأقصر.
وقالت إن معاينة "قصر ثقافة الطفل" الذي حدثت به الواقعة أسفرت عن عدم وجود أي أعمال تطوير بالمقر، وتراكم مخلفات حفر بكميات كبيرة داخل المكان، مضيفة أنه ثبت وجود حفرة كبيرة يتجاوز عمقها أربعة أمتار داخل إحدى غرف الدور الأرضي يشتبه في كونها لأغراض التنقيب عن آثار.

وأضافت أن الحفرة ممتدة للخارج وتسببت في حدوث هبوط أرضي وحفرة قطرها ما يقارب المتر ونصف المتر بالشارع العام.

وذكرت النيابة أن المعاينة أسفرت عن وجود إهمالٍ جسيمٍ تمثل في وجود كميات كبيرة من المياه الجوفية متراكمة داخل غرفة الكهرباء والمحولات بما يشكل خطورة داهمة على المبنى والعاملين به.

وكان وزير الثقافة المصري قد قرر إحالة عدد من المسؤولين بإقليم جنوب الصعيد للتحقيق عقب زيارة تفقدية لقصري ثقافة بالأقصر.
وكشفت وزارة الثقافة في بيان رسمي أنه وخلال زيارة الوزير الدكتور أحمد هنو لمحافظات الصعيد لافتتاح قصر ثقافة فوجئ بأعمال حفر ومعدات للتنقيب عن الآثار.

وأضافت أن الوزير رصد خلال الزيارة مخالفة جسيمة تمثلت في قيام الشركة المنفذة لأعمال ترميم ورفع كفاءة بقصر ثقافة الطفل بالحفر خلسة لمسافة عدة أمتار داخل إحدى الغرف بشقة تابعة للقصر، فيما يشتبه أنه بغرض التنقيب عن الآثار، في ظل غياب تام للقائمين على الموقع من فرع الثقافة والإقليم التابع للهيئة.

وأعلنت الوزارة أن الوزير وجه بإحالة كل من رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي الأسبق، والمدير العام الحالي للإقليم، ومدير فرع الأقصر، وعدد من مسؤولي الإدارة الهندسية، والمكتب الفني، والصيانة، إلى جانب مديري قصر ثقافة الأقصر وبيت ثقافة الطفل، ومسؤول الأمن بفرع الأقصر، إلى التحقيق الفوري، واتخاذ ما يلزم من إجراءات إدارية وقانونية.

وأمرت النيابة العامة بحبس 5 متهمين من ضمنهم المقاول المتوفى، و4 من العاملين في شركة المقاولات، على ذمة التحقيقات.