عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الخليج محمّلاً بتعهدات استثمارية وصفقات خيالية تقارب قيمتها 4 تريليونات دولار، جرت خلال 4 أيام فقط في كل من السعودية وقطر والإمارات.

ومع أن الجولة ركّزت على التعاون الأمني والتقني، إلا أن الجانب الاقتصادي كان نجم الحدث، حيث حرص ترامب على استعراض نفوذه وتأمين دعم مالي ضخم يعزز حظوظه في العودة إلى البيت الأبيض.
 

مليارات تتدفق... وغزة بلا دعم
   وفي الوقت الذي تغرق فيه غزة في واحدة من أكثر الحروب دموية منذ النكبة، ويموت فيها آلاف الفلسطينيين تحت القصف الإسرائيلي المدعوم أميركيًا منذ 7 أكتوبر 2023، لم تتضمن جولة ترامب الخليجية أي دعم ملموس للشعب الفلسطيني، في مشهد أثار غضبًا واسعًا على منصات التواصل وفي الأوساط الحقوقية.

فقد تدفقت التريليونات إلى واشنطن، بينما لم يُعلن عن دولار واحد لغزة.

قطر.. توقيع صفقة الطائرات الأكبر في تاريخ بوينغ
في الدوحة، وقع ترامب اتفاقيات ضخمة شملت:

  • شراء 210 طائرات بوينغ بقيمة 96 مليار دولار.
  • صفقة مع "جنرال إلكتريك" تشمل شراء 400 محرك طيران.
  • اتفاقيات دفاعية بقيمة ملياري دولار لشراء طائرات مسيرة وأنظمة مضادة للطائرات المسيّرة.
  • استثمارات قطرية بـ10 مليارات دولار لتوسيع قاعدة "العديد" الأميركية.

وأعلنت شركة "القطرية" أن هذه أكبر طلبية في تاريخها، فيما وصف ترامب الصفقة بأنها "أكبر طلبية طائرات في تاريخ بوينغ".

السعودية: تريليون دولار... وصفقات ذكاء اصطناعي
في الرياض، أعلنت الحكومة السعودية عن:

  • 600 مليار دولار كاستثمارات أولية، ترتفع لاحقًا إلى تريليون دولار.
  • توقيع 145 اتفاقية إضافية بقيمة 300 مليار دولار.
  • صفقة دفاعية بـ142 مليار دولار.
  • مشاريع تكنولوجيا وذكاء اصطناعي بقيمة 80 مليار دولار تشمل شركات: Google، Nvidia، Oracle، AMD، Salesforce، Uber.
  • إدخال خدمة Starlink الفضائية للملاحة والطيران في السعودية.
  • شراكات بين شركة Humain السعودية وشركات أميركية لإنشاء منطقة ذكاء اصطناعي.

الإمارات: 1.4 تريليون دولار لأميركا
أما أبوظبي، ففتحت خزائنها على مصراعيها معلنة:

  • خطة لاستثمار 1.4 تريليون دولار في أميركا خلال 10 سنوات.
  • اتفاقات في مجالات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي.
  • صفقة لاستيراد 500 ألف شريحة ذكاء اصطناعي متقدمة من إنفيديا سنويًا.
  • تعاون مرتقب مع شركة SpaceX لتوفير الإنترنت الفضائي لطيران الإمارات.

 

جولة بأبعاد سياسية واقتصادية... وحديث عن 10 تريليونات
   قال ترامب، خلال اجتماع في الدوحة، إنه يستهدف جمع استثمارات بقيمة 10 تريليونات دولار خلال ولايته الثانية إذا فاز بالانتخابات.

واعتبر أن "الجولة الخليجية هي الأكثر نجاحًا من الناحية الاقتصادية في تاريخ العلاقات الأميركية-العربية".
 

رفع العقوبات عن سوريا... رسالة إلى روسيا وإيران؟
   الجولة لم تكن اقتصادية فحسب، إذ أعلن ترامب خلال زيارته الخليجية رفع العقوبات عن سوريا، في خطوة مفاجئة قد تعيد إدماج الاقتصاد السوري في النظام العالمي.

واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة جزء من مقايضات سياسية أكبر تتعلق بالنفوذ الأميركي في المنطقة.
 

نقد واسع.. دعم ترامب مقابل صمت عن غزة
   أثارت الجولة موجة من الانتقادات على وسائل الإعلام ومنصات التواصل، إذ اعتبرها كثيرون "مهرجانًا للتطبيع المالي والسياسي مع واشنطن"، في مقابل صمت خليجي مطبق عن الحرب في غزة.

وتساءل مغردون: "كيف تُمنح تريليونات لترامب، بينما يعجز العرب عن إيصال مساعدات إنسانية للفلسطينيين تحت الحصار والقصف؟".
 

الخليج بين واشنطن وغزة
   بهذه الجولة، يبدو أن ترامب قد نجح في تقديم نفسه كضامن لمصالح الخليج مقابل تدفق أموال غير مسبوق إلى الولايات المتحدة.
لكن المعادلة الأخلاقية، وفق كثيرين، باتت واضحة: المال العربي يذهب إلى أميركا، بينما الفلسطينيون في غزة يواجهون الموت بلا دعم حقيقي.