رفع ناشطون أميركيون دعوى قضائية ضد حكومة الولايات المتحدة الأميركية يتهمونها بالتواطؤ المباشر في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وتقدَّم بالشكوى تحالف "دافعو الضرائب ضد الإبادة" (TAG) بالتعاون مع اللجنة الدولية لنقابة المحامين الوطنيين، مستندين إلى شهادات دامغة ووثائق توثق حجم الانتهاكات والضحايا، وبمشاركة قانونية وإنسانية واسعة النطاق.

وقدّم التحالف، الذي يضم أكثر من 3000 أميركي، شكواه إلى اللجنة الأميركية لحقوق الإنسان (IACHR) في واشنطن، مشيراً إلى أن الدعم السياسي والعسكري والمالي الأميركي لإسرائيل يجعل واشنطن شريكًا مباشرًا في الإبادة المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين.
 

دلائل قاطعة على التواطؤ
   
تتضمن الدعوى القضائية، التي جاءت في وثيقة من 133 صفحة مرفقة بملاحق، شهادات مروعة لأميركيين من أصل فلسطيني فقدوا عشرات من أقاربهم في غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية، والتي جرت بدعم مباشر من الأسلحة والتمويل الأميركي.

وتشير الوثائق إلى أن الدعم لم يقتصر على إدارة الرئيس جو بايدن الحالية، بل شمل كذلك إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى جانب الدور المحوري للكونجرس الأميركي في تمرير مساعدات عسكرية ضخمة دون شروط.

وشددت المحامية الحقوقية هويدا عراف خلال مؤتمر صحفي عقد في واشنطن على أن "القضاء الأميركي يحصّن نفسه من أي محاسبة على جرائم ضد الإنسانية"، معتبرة أن هذه الدعوى تمثل محاولة جريئة لكسر هذا "الحصن القانوني".
 

رحلة قانونية تبدأ من واشنطن وتصل إلى الكونجرس
   
بعد عقد المؤتمر الصحافي، توجه الناشطون إلى البيت الأبيض لتسليم نسخة من الدعوى، ثم تلت ذلك زيارات إلى مكاتب أعضاء في الكونجرس، في محاولة للضغط من داخل المؤسسات السياسية الأميركية لوقف الدعم غير المشروط لإسرائيل.

وأكد مناضل حرز الله، أحد مقدمي الدعوى الذي فقد 43 فرداً من عائلته في غزة، أن السعي لتحقيق العدالة لن يتوقف عند المحاكم الفيدرالية الأميركية. وقال: "تعهدنا بالمضي قدمًا في أي ساحة قضائية متاحة لتحقيق العدالة للضحايا".
 

تحالف واسع.. منظمات يهودية ومجموعات أفريقية تنضم للشكوى
   
وما يميز هذه الدعوى أنها حظيت بتأييد من طيف واسع من المنظمات المدنية والحقوقية الأميركية، بما في ذلك الشبكة اليهودية الدولية المناهضة للصهيونية، والتحالف الأسود من أجل السلام، ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR)، وحركة الشباب الفلسطيني، ومركز تنظيم الموارد العربية، ومنظمة أطباء ضد الإبادة الجماعية، وغيرها.

طارق رؤوف، ناشط أميركي من أصل فلسطيني، قال بمرارة: "لا أقبل أن تُستخدم أموالي الضريبية لتمويل قتل عائلتي"، بينما شدد نضال جبور، أحد مؤسسي منظمة "أطباء ضد الإبادة"، على أن "الأطباء أقسموا على حماية الحياة لا تمويل القضاء عليها".
 

اتهامات بتدمير التراث والثقافة الفلسطينية
   وسلطت الدعوى القضائية الضوء أيضًا على ما وصفه الناشطون بمحاولات ممنهجة لتدمير التاريخ والثقافة الفلسطينية، بما في ذلك قصف المستشفيات، والمدارس، والمساجد، والكنائس، والمراكز الثقافية والمكتبات.

وقال الناشط طارق كنعان: "الاحتلال الإسرائيلي، وبدعم أميركي، لا يستهدف الأجساد فقط، بل يطمح إلى محو هوية الفلسطينيين الثقافية والتاريخية".
 

شاهد:
https://x.com/CAIRNational/status/1923049891162378410