في تقرير نشره موقع ميدل إيست مونيتور، تحدث فلسطينيون عن تصاعد القيود الإسرائيلية على دخول المسجد الأقصى، خاصة خلال شهر رمضان، حيث مُنع الفلسطينيون القادمون من الضفة الغربية المحتلة من الوصول إلى المسجد بشكل شبه كامل.

روى طبيب من نابلس، رفض الكشف عن اسمه، أنه وأصدقاءه تسلقوا جدار الفصل العنصري للوصول إلى المسجد. قال: "دخلنا الأقصى بفضل الله وحده، رغم كل الصعوبات، لكن الله يسر لنا الطريق، والحمد لله".

أما محمد الدين، شاب بريطاني يبلغ 21 عامًا زار مخيم عايدة في الضفة خلال رمضان، فقال إن الجدار كبير لدرجة أن بعض الأطفال لا يستطيعون رؤية شروق أو غروب الشمس.
وأضاف: "الجدار كان يلوح فوقنا، وهناك أطفال لم يشاهدوا الشمس تشرق أو تغرب".

جدار الفصل هو هيكل خرساني محصن يحيط به أبراج مراقبة وجنود ومعسكرات عسكرية، وتجاوزه ثم المرور بنقاط التفتيش والمستوطنين يشكل تحديًا بالغ الصعوبة.

مع نهاية رمضان، تراجع عدد الزائرين من الفلسطينيين والسياح الأجانب، ما شجّع قوات الاحتلال على تشديد الإجراءات ومنع المزيد من الزوار.
إمام في المسجد الأقصى، طلب عدم ذكر اسمه، أوضح: "في رمضان، كان الدخول أسهل نسبيًا، لكن الآن عاد الوضع إلى ما هو أسوأ، والمسجد مغلق طوال السنة أمام الإخوة من الضفة".
 

تصاعد التهديدات
   
في موازاة ذلك، حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية من دعوات أطلقتها منظمات استيطانية إسرائيلية تهدف إلى مهاجمة المسجد وهدمه وبناء معبد يهودي في مكانه، بعد تداول منشورات تحريضية باللغة العبرية على مواقع التواصل.

في أبريل الماضي، نشر مقطع مصوَّر تولّاه الذكاء الاصطناعي يُظهر تدمير المسجد الأقصى وبناء ما يُعرف بـ"الهيكل الثالث"، تحت عنوان: "العام القادم في القدس"، وتداولته منصات إسرائيلية متطرفة.

وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية هذا الفيديو بأنه "تحريض ممنهج لتصعيد استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة"، ودعت المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة المختصة إلى التعامل مع هذا التحريض بجدية واتخاذ ما يلزم وفق القانون الدولي.

يواصل مستوطنون وساسة يمينيون اقتحام المسجد تحت حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية. وآخر هذه الاقتحامات وقع الثلاثاء، حيث دخلت مجموعة من المستوطنين يتقدمهم الحاخام المتطرف شمشون ألبويم، الذي يترأس جماعة تدعو إلى هدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم.

وفي أغسطس الماضي، أثار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير غضبًا واسعًا عندما صرح بعزمه بناء كنيس يهودي داخل باحات المسجد الأقصى، بعد أن اقتحمه ست مرات منذ توليه منصبه في 2022.

تقييد دخول المسلمين إلى المسجد يُسهّل على المستوطنين والسلطات الاحتلالية تنفيذ مشاريع تهدف إلى تغيير الوضع القائم، في ظل غياب مقاومة شعبية أو قانونية كافية على الأرض.

الكاتب يختتم بأن هذه الاعتداءات والانتهاكات لا تحدث في فراغ، بل في سياق محاولة مدروسة لتقليص الوجود الفلسطيني والإسلامي في المسجد، ما يتطلب تحركًا عربيًا ودوليًا عاجلًا لحماية الحرم الشريف من خطر التهويد الكامل.

https://www.middleeastmonitor.com/20250509-we-climbed-walls-to-get-to-al-aqsa-palestinians-speak-of-increasing-restrictions/