ألغت السلطات المصرية فقرة منسقة الموسيقى الألمانية من أصول فرنسية ماري مونتكسير (DJ Marie Montexier) في مهرجان Sandbox المقام سنويًا في منتجع الجونة على شاطئ البحر الأحمر، بعد حملة ضغط شعبية واسعة قادتها حركة BDS Egypt لمقاطعة إسرائيل.

وأكد محافظ البحر الأحمر، عمرو حنفي، أن الأجهزة الأمنية قررت منع دخول مونتكسير إلى الأراضي المصرية، وإلغاء مشاركتها بشكل كامل، قائلًا: "حتى لو وصلت المطار هيتم توقيفها وممنوع دخولها".

حملة شعبية تطيح بالفنانة الداعمة للاحتلال
بداية القصة تعود إلى خطاب رسمي أرسلته الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل (BDS Egypt) إلى شركة Nacelle المنظمة للمهرجان، طالبت فيه بإلغاء فقرة مونتكسير، متهمة إياها بدعم إسرائيل بشكل علني، والمشاركة في تسويق روايتها حول هجمات 7 أكتوبر 2023 التي شنتها المقاومة الفلسطينية.

وجاء في بيان الحملة: "ماري مونتكسير مش بس دعمت الكيان الصهيوني، لكنها شاركت بوضوح في تسويق روايته بعد 7 أكتوبر، ووصل الأمر إلى وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وترويج أكاذيب الاحتلال عن اغتصاب الأطفال، بل ومشاركتها في حملات لإحياء ذكرى صهيونية تجاهلت الإبادة الجماعية الجارية في غزة التي تجاوز عدد شهدائها 50 ألف شهيد من الأطفال والنساء".

وقد أثار الإعلان المسبق عن مشاركة مونتكسير كأحد أبرز الوجوه في ثاني أيام مهرجان Sandbox، استياء واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول ناشطون منشوراتها السابقة المؤيدة للاحتلال، مطالبين بمنعها من دخول مصر.

تضارب رسمي حول تصاريح المهرجان
وفي الوقت الذي أكد فيه محافظ البحر الأحمر أن المهرجان حصل على الموافقات الأمنية، نفى وزير الثقافة، أحمد هنو، علم وزارته بأي شيء متعلق بمهرجان Sandbox، قائلاً: "لم نعطِ تصريحًا إلا لمهرجان الجونة السينمائي، ولم يعرض علينا أي طلب بخصوص Sandbox. ربما يكون مهرجانًا سياحيًا، معرفش عنه حاجة".

كما شدد هنو، وهو أيضًا رئيس اللجنة العليا الدائمة لتنظيم إقامة المهرجانات والاحتفالات، على أن "وزارة الثقافة هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن منح تصاريح المهرجانات، ومعرفش إن كان المهرجان حصل على أي موافقات من جهات أخرى".

هذا التضارب الرسمي يسلّط الضوء على ما يبدو أنه فراغ قانوني أو رقابي يتيح لمهرجانات ثقافية كبيرة أن تُقام خارج الإطار التنظيمي التقليدي، ما يعزز تساؤلات حول آليات الرقابة على الفعاليات الفنية، خصوصًا في ظل السياق السياسي الحساس المتعلق بالقضية الفلسطينية.

مهرجان Sandbox: من النخبوية إلى الجدل السياسي
يُقام مهرجان Sandbox منذ عام 2012 بتنظيم من شركة Nacelle، وهي شركة مصرية خاصة أسسها شاب مصري في 2009، وتخصصت في تنظيم الحفلات الموسيقية وفعاليات الـ"دي جي" المستوردة من ثقافة المهرجانات الإلكترونية الغربية.

ويُعد Sandbox أحد أكثر الفعاليات الفنية نخبوية في مصر، حيث يجذب جمهورًا من الطبقة العليا والأجانب المقيمين، ويُقام في مدينة الجونة السياحية المملوكة لرجل الأعمال سميح ساويرس. وقد اختيرت الفترة من 8 إلى 10 مايو موعدًا سنويًا لإقامته، ليحاكي مهرجانات موسيقى إلكترونية شهيرة تُقام في أوروبا.

لكن هذه الفعالية الترفيهية النخبوية تحوّلت هذا العام إلى ساحة صدام رمزي بين الثقافة الاستهلاكية والمواقف الأخلاقية والسياسية، بعد أن أجبرت حملة المقاطعة الشعبية الجهات الأمنية على اتخاذ قرار بإلغاء فقرة الفنانة المرتبطة بتمجيد الاحتلال.

https://www.facebook.com/photo?fbid=1114646250709301