نشرت ميدل إيست مونيتور تقريرًا ينتقد التحالف السياسي والتجاري بين أنظمة الخليج والرئيس الأمريكي السابق والحالي دونالد ترامب، معتبرًا إياه خيانة كبرى لفلسطين ولضمير الأمة الإسلامية.

هاجم التقرير حكام الخليج الذين استقبلوا ترامب مجددًا بالترحيب والاحتفاء رغم سياساته المعادية للمسلمين ونقله السفارة الأمريكية إلى القدس، ووقفه الدعم عن اللاجئين الفلسطينيين، وتأييده العلني للاحتلال الإسرائيلي. وصف التقرير هذه العلاقة بأنها تحالف قائم على المصالح والمنافع الشخصية، لا على المبادئ أو القيم أو حتى الدين.

كشفت واشنطن بوست مؤخرًا عن صفقة عقارية جديدة بين منظمة ترامب وشركة "قطر ديار" المملوكة لصندوق قطر السيادي، لبناء منتجع فاخر يضم ملعب جولف. يأتي هذا بعد مشاريع مشابهة في دبي والسعودية برعاية شركة "دار جلوبال" المرتبطة بالدولة السعودية. التقرير أشار إلى أن هذه المشاريع لا تندرج تحت اقتصاد السوق الحر بل تشكّل نوعًا من الولاء السياسي المتبادل: حماية مقابل استثمارات وامتيازات تجارية.

تجوّل إريك ترامب مؤخرًا بين دول الخليج للترويج لهذه المشاريع، بينما يستعد والده لزيارة رسمية للسعودية وقطر والإمارات. وربط التقرير بين هذا التحرك والدمار الحاصل في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي، منتقدًا تجاهل حكام الخليج لمعاناة الفلسطينيين مقابل الصفقات.

هاجم المقال هؤلاء الحكّام باعتبارهم شركاء نشطين في التواطؤ، وليسوا مجرد صامتين. رأى أن الصفقات العقارية تعبّر عن اصطفاف استراتيجي مع ترامب، لا عن علاقة تجارية بحتة، واتهمهم بتحويل فلسطين من قضية أخلاقية إلى ورقة مساومة لتحقيق النفوذ.

أشار التقرير إلى أحاديث نبوية وآيات قرآنية تندد بالحكام الذين يخونون شعوبهم ويتحالفون مع الظالمين، واعتبر أن هؤلاء الحكّام يرفعون شعارات الإسلام لكنهم في الحقيقة يخدمون ثرواتهم الخاصة. رأى أنهم شوّهوا رسالة النبي الكريم، وحوّلوا الأمة إلى سوق، والمساجد إلى واجهات دعائية، والتضامن إلى سلعة تفاوض.

تحدث التقرير عن مشاريع ترامب في الخليج: فندق شاهق في دبي، فلل شاطئية في قطر، ملاعب جولف بتمويل سعودي، وحتى مشروع في سلطنة عُمان على أرض حكومية. وانتقد هذا الاستخدام السياسي للمال العام، معتبرًا أن هذه الأنظمة تبيع كرامة الأمة مقابل ضمانات الحماية من واشنطن وتل أبيب.

وفي خاتمته، حذّر التقرير من أن التاريخ لن ينسى هذه الخيانة، وأن قصور الحكام الحالية، مهما علت، ستنهار، كما غرق فرعون تحت البحر، حسب تعبيره. وشدد على أن ترامب ليس سوى وجه للإمبراطورية، بينما الحكّام الخليجيون هم أدواتها المخلصة منذ عقود.

https://www.middleeastmonitor.com/20250505-the-desert-pharaohs-gulf-monarchs-trump-and-the-great-betrayal-of-palestine-and-the-islamic-conscience/