سقوط مذيعة "المتحدة للإعلام" سارة خليفة بأكبر مركز لتصنيع وترويج المخدرات بمصر
الثلاثاء 22 أبريل 2025 10:00 م
ألقت أجهزة الأمن القبض على الإعلامية والمنتجة الفنية سارة خليفة، بعد اتهامها بإدارة واحدة من أكبر شبكات تصنيع وتوزيع المخدرات داخل القاهرة، في عملية داهمت فيها قوات الأمن شقة فاخرة بالتجمع الخامس، وعثرت بداخلها على أكثر من 200 كيلو من المخدرات المتنوعة، بحوالي 420 مليون جنيه.
لكن ما بدأت به هذه القضية كمجرد جريمة "شخصية"، سرعان ما تحوّل إلى مرآة لمنظومة فساد أوسع، حيث تكشف التحقيقات الجارية عن حجم السوق السوداء للمخدرات في مصر، والتي لا تقتصر على فنانين أو إعلاميين، بل تطال رجال أعمال وشخصيات مرتبطة بأجهزة الدولة.
سارة خليفة.. من "شاشة بلا تصريح" إلى مصنع مخدرات
سارة، البالغة من العمر 31 عامًا، بدأت مشوارها الإعلامي في قنوات فضائية، وعملت في برامج شبابية دون أي تصاريح رسمية من نقابة الإعلاميين، كما تبين لاحقًا أنها لم تُكمل تعليمها الأساسي، وقد استغلت حياتها الاجتماعية، بدءًا من زواجها بثري عربي سابقًا، ثم بزواجها القصير من لاعب الكرة الشهير "محمود كهربا" – لبناء شبكة علاقات في عدة دول عربية، استخدمتها في الترويج للمخدرات والتنسيق مع شركاء أجانب لتوريد المواد الخام.
ورغم ظهورها في الإعلام، كانت تدير، بحسب التحقيقات، مركزًا لتصنيع وتوزيع مخدرات من أنواع شديدة الخطورة كـ"الشابو" و"الاستروكس" و"الحشيش الصناعي"، بمساعدة شبكة محكمة التنظيم تضم أكثر من 10 أشخاص، بينهم شركاء أجانب يسهمون في إدخال المواد الخام من الخارج.
تُدار من الداخل
وبينما تُركّز وسائل الإعلام على سارة خليفة كواجهة لقضية رأي عام، تغيب عن الصورة أسماء أكبر وأكثر نفوذًا، تعمل في تجارة المخدرات منذ سنوات، وتتمتع بحصانة اجتماعية وسياسية، بل وتُقدَّم أحيانًا كـ"نماذج وطنية".
ومن بين تلك الأسماء، يظهر إبراهيم العرجاني، رجل الأعمال المعروف من شمال سيناء، والذي أُطلق سراحه عام 2010 بعد عامين من الاحتجاز في عهد المخلوع حسني مبارك، بسبب خطف رجال الشرطة، ليعود بعدها ويسيطر على استثمارات ضخمة في سيناء عبر شركة "أبناء سيناء"، ويصبح رئيسًا لكيان جديد يُدعى "اتحاد القبائل العربية"، الذي نشأ برعاية مباشرة من عبد الفتاح السيسي.
ورغم أن العرجاني لا علاقة مباشرة له بشبكة سارة خليفة، إلا أن اسمه يُطرح كثيرًا في ملفات تجارة المخدرات وأيضًا تجارة الأسلحة، خصوصًا في شمال سيناء، حيث تتقاطع طرق التهريب مع دوائر السلطة والاستثمار.
النيابة تحقق.. والرأي العام يترقب
أمرت النيابة بحبس سارة وشركائها 4 أيام على ذمة التحقيق، مع تحريات موسعة لكشف بقية المتورطين في الشبكة، وتفريغ الهواتف وتحليلها. لكن السؤال الأوسع لا يزال قائمًا: هل ستمتد التحقيقات لتشمل "الحيتان" الذين يبيعون المخدرات بربطات عنق وكراسي رسمية؟