وفد صهيوني بالقاهرة لبحث ملف الأسرى بضغط أميركي
الثلاثاء 22 أبريل 2025 08:30 م
كشف مصدر مصري مطلع على جهود الوساطة أن وفدًا إسرائيليًا رفيعًا وصل إلى القاهرة مساء أول أمس الأحد، في زيارة غير معلنة رسميًا، محمّلاً بتكليف حكومي للبحث عن مخرج للأزمة السياسية والإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، لا سيما على صعيد ملف الأسرى.
وبحسب المصدر، مشترطًا عدم الكشف عن هويته، فإن الوفد التقى، صباح أمس الاثنين، فريق الوساطة المصري التابع لجهاز المخابرات العامة، في جلسة مطوّلة ناقشت آخر تطورات الميدان، إلى جانب المبادرات الأخيرة التي طرحتها حركة "حماس"، وعلى رأسها خطاب رئيس وفدها المفاوض خليل الحية، الذي ألمح فيه إلى إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة تنهي الحرب وتفتح الباب لترتيبات ما بعد المعركة.
ضغط مزدوج: ميداني وأميركي
ورغم أن الاجتماع حمل طابعًا أمنيًا وتقنيًا في الظاهر، إلا أن توقيت الزيارة وسياقها السياسي يشيران إلى ضغوط أميركية مباشرة مورست على حكومة بنيامين نتنياهو لإعادة تحريك ملف التفاوض، تحديدًا على خلفية ملف الأسرى مزدوجي الجنسية، خصوصًا من يحملون الجنسية الأميركية.
المصدر المصري ألمح إلى أن الوفد الإسرائيلي أبدى اهتمامًا واضحًا بأسماء معينة من الأسرى، ما يرجّح، بحسب تعبيره، أن تكون "واشنطن قد طالبت صراحة بتحقيق تقدم بشأن الأسرى الأميركيين أو من يحمل ذووهم الجنسية الأميركية، في ظل تصاعد الغضب الشعبي والضغط الإعلامي داخل الولايات المتحدة".
وأكد المصدر أن الضغوط الأميركية تتقاطع في هذه المرحلة مع ضغوط ميدانية يعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً عقب محاولات التوغّل في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين في غزة، وهو ما أدى إلى خسائر بشرية وعسكرية ملموسة.
موقف "القسام": مصير الأسرى في مهب القصف
بالتزامن مع زيارة الوفد الإسرائيلي، أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، عن تطورات ميدانية تتعلق بملف الأسرى، إذ أكد في تصريحات عبر قناته على "تيليجرام"، السبت الماضي، أن "مصير الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر لا يزال مجهولاً"، مشيرًا إلى استشهاد أحد المقاتلين الذين كانوا مكلّفين بحمايته في أحد مواقع القتال.
وأضاف أبو عبيدة: "نحاول حماية جميع الأسرى والمحافظة على حياتهم رغم همجية العدوان، لكن حياتهم في خطر فعلي بسبب عمليات القصف الإجرامية التي ينفذها جيش العدو دون اعتبار لسلامة أسراه". كما اتهم الاحتلال بـ"تلفيق الأكاذيب بشأن معاملة المقاومة للأسرى"، و"التغطية على فضيحة مقتل عدد منهم بنيران جيشه خلال العمليات".