رد الأزهر والأوقاف على سعد الهلالى (المفترض أنه أكاديمي سابق بجامعة الأزهر الشريف) بشأن طلبه المساواة فى الميراث، وأصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا، للرد على دعوى المساواة المطلقة فى الميراث، جاء فيها تفنيدًا لكل ما صرح به الدكتور سعد الهلالي من ادعاءات المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.
وقالت: "الدعوة إلى المساواة المطلقة فى الميراث، تحت لافتة التطوع أو الاستفتاء الشعبي، ليست إلا ستارًا خادعًا يراد به نقض الحكم الشرعي، وإسقاط القدسية عن النص، وإلحاق الأمة بركب مفاهيم دخيلة لم تُنتج إلا اضطرابًا وانهيارًا فى مجتمعاتها، فالنص القطعى ليس مادة لإعادة التشكيل؛ بل هو نور يُهتدى به، وحدٌّ لا يُتجاوز."
سعد الدين الهلالي، (أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر)، تناول في تصريحات له متلفزة "حق الدولة في استفتاء الشعب على تغيير قوانين الميراث..". وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يقول إن نصوص الميراث قطعية، لا تقبل التغيير ولا الاجتهاد، محذرًا من الانسياق وراء الفكر المُعوج.
خلل منهجي
وعبر قناة "العربية" اعتبر الأكاديمي بجامعة الأزهر أ.د محمد سالم أبو عاصي، أستاذ الفقه المقارن، تحت عنوان "الدكتور سعد هلالي والخلل المنهجي" أن ".. سعد الدين هلالي ليس مجتهدًا ولا مبدعًا وكل الآراء التي يطرحها موجودة ومسطرة في كتب الحداثيين؛ فمثلاً قضية الميراث طرحها من قبله د. نصر أبو زيد وغيره، بيد أن الفرق أن الدكتور نصر وأمثاله يكتبون هذه الآراء بناءً علي فلسفات يعتقدونها، أما الدكتور سعد فهو يسطو على الجزئيات فقط دون نظر عميق لهذه الفلسفات". مشددًا أنه "وأنا على يقين أنه لا يعرف حركة هذه الفلسفات التى ينطلقون منها".
النقطة الثانية أشار "أبو عاصي" إلى أنه "ليس لدى الدكتور سعد أصول علمية ينطلق منها، بل هو عبارة عن نقل جزئيات كما ذكرنا مسطرةً هنا وهناك، فأي إبداع فيمن يسطو على جزئيات موجودة في التراث وفي غيره ويحفظها ويكررها.". موضحًا أن "العالم الحقيقي هو الذي يمشي على منهجية علمية ثابتة.".
النقطة الثالثة التي أشار إليها أن "..المناقشة مع الدكتور سعد ينبغي ألا تكون بالدرجة الأولى في الجزئيات المتناثرة التي ملّ الناس من سماعها، إنما تكون في الأصول الكلية." مستطردًا أنه "وإذا طرحنا أصول الفقه وأصول التفسير وأصول الحديث والمنهج الفكري ومنهج تفسير النصوص ومنهج التوثيق، فما هو المنهج العلمي لدى الدكتور سعد !.. اللهم إلا عشوائيات انتقائية.".
وافترض أبو عاصي أن "سعد راسخ في المنهج العلمي" وعليه طلب منه أن ".. يطرح لنا الأصول العلمية التي يتبناها والتى يخرج عليها الكثير من الجزئيات، أما الكلام الإنشائي الخطابي الركيك الذي يردده فلا أراه يقنع إلا العوام.".
وتابع "وأخيرًا ما يردده ليس في مصلحة الدولة المصرية المتمسكة بالأصول الثابتة عبر القرون، ومن ثم فأنا أدعوه - لا أقول لمناظرة - وإنما لمناقشة علمية في بيان المنهج الكلي.".
الباحث معتز شكري وعبر Mutazz Shukri نشر راي (د. أبو عاصي) السلف وعلق عليه أن "..لو أن الأمر أمر نقاش علمي بين متخصصين على مستوى عال، وفي سياق أكاديمي بعيد عن الغوغائية، واختلاف الآراء فيه وارد ويحترم، فإن الذي طرحه هنا الأستاذ الكبير الفاضل العلامة الدكتور محمد سالم أبو عاصي كاف تمامًا إذا قبل به الطرف الآخر وهو دكتور الفقه المقارن المثير للجدل.".
وأكد أن ".. الجميع يعرف أن الأمر أبعد من هذا وأن وراء الأكمة ما وراءها.".
واشار إلى أول معرفته بسعد الهلالي ".. كان قبل عقود عندما كنت أتابع برنامجًا للشيخ عمر عبد الكافي (حتى مع تحفظات لي عليه هو الآخر ليس هنا مجالها) يقدمه من إمارة خليجية وعربية، وكان في مجمله لطيفًا مفيدًا تغلب عليه الرقائق، وكان يستضيف فيه ثلاثة متحدثين أذكر منهم أهمهم وهو الشيخ راتب النابلسي، وكان الرابع والأخير في ترتيب إعطاء الكلمة له، والأضعف على الإطلاق هو ذلك الذي صار مثيرا للجدل لاحقًا ولكنه وقتها كان مغمورًا تمامًا لا يعرفه أحد. وظني أن الشيخ عبد الكافي كان يستضيفه لوجوده في نفس الدولة معارًا للتدريس مع شيء من حسن الظن اعتمادًا على أنه دكتور في تخصصه".
واستدرك "لكنه بعد سنوات عاد إلى مصر وبدأ نجمه في اللمعان بطريقة لا تخلو من "الافتعال المريب" إذا جاز التعبير، ولا أنسى يومًا استضافه الأستاذ محمود سعد ليتكلم عن موسوعة له في البر، وقال للمقدم يومها إن الناس اعتادت أن تقول البر بكسر الباء ولكن الصحيح فتحها (!) فقلت في نفسي إن رجلاً يقول ذلك وهو جاد غير هازل لابد أن يكون في تفكيره شيء غريب؛ لأن العربية تعرف الكسر والفتح ولكنهما هنا في كلمتين لكل منهما معنى لا في كلمة واحدة وكيف يغيب عن مسلم قوله تعالى "ليس البر بأن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب... الآية" وهي بكسر الباء وهو هنا مصدر واسم.".
وأضاف "إذن الرجل من وقت ظهوره مريب وغير مريح، ولا نريد استرجاع تشبيهه الشهير الذي لعله لم يحسن وقته التكهن بمسار الأحداث عندما ذكر فيه م. إ. مع من أراد رفعه معه إلى مرتبة سيدنا وسيدنا عليهما السلام!.. قبل سنوات قرأت في مجلة الأزهر نقدًا شديدًا جدًا من علماء كبار في الأزهر الشريف لكتاب أصدره المذكور وأثار جدلاً واسعًا ولغطًا وقد هاجموا مقولاته بشدة".
كلام د. عبدالمنعم فؤاد
ونقل الباحث معتز شكري كلامًا للأستاذ الكبير الفاضل العلامة الدكتور عبد المنعم فؤاد، الذي كتبه قبل وقت قريب، وأنه علق بكلام قوي "..ينتقد فيه آراء الرجل الغريبة والشاذة، وكانت معظم التعليقات - وكتبت أنا بعضًا منها - تطرح تساؤلاً ملحًا خلاصته إذا كان هذا موقف الأزهر الشريف كمؤسسة فلماذا تتركون الرجل في موقع الأستاذية لطلاب الجامعة؟".
وأضاف "من ناحية أن تتمخض جهوده الحثيثة فيتحقق ما يدعو إليه هذا شيء مستبعد إذا لم يكن ضربًا من المستحيل؛ لأن الدولة أعمق وأبعد غورًا وأذكى من ذلك، والذي يحاوله هو عين ما يشاغب به التيار العلماني شريعة الإسلام من قديم، فلا جديد تحت الشمس، كما أنه ليس أول من يفعل ما يفعله وهو متدثر بانتساب للأزهر أو بكونه شيخًا بل "يا ما دقت على الراس طبول!" ولقد هرمنا! ويحضرني قول الحق سبحانه "سيُهزم الجَمْع ويُولّون الدُّبر".
وأكد أن "كل ما في الأمر أن المناخ العام يزداد كلاحة و كآبة وغمًا، وهذا حله تفويض الأمر لله تعالى، وأن يَقِيَنَا الفتن ما ظهر منها وما بطن وقد صرنا في زمن كله فتن تجعل الحليم حيران طوال ليله ونهاره.. فاللهم نسألك النجاة وحسن العاقبة وإذا أردت لعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين ..".
هرتلة أكاديمي
الباحث فرغلي طه وعبر Farghaly Taha على فيسبوك قال: "استمعت إلى حديث للدكتور سعد الهلالى مع عمرو أديب.. بشأن القانون الجديد المقترح لتنظيم الإفتاء فى أمور الدين الإسلامي.. أنا فى صدمة وتعجب من كمية الهجوم والحقد من د.الهلالى على: الفتوى أساسَا، وعلى علماء الأزهر وعلى كل من حددهم القانون بصفتهم للإفتاء (هيئة كبار العلماء، مجمع البحوث الإسلامية، لجنة من الأوقاف من خريجى الأزهر)، كل هؤلاء لا يعجبون د. الهلالى الذى يرفض الإفتاء كمبدأ .. !".
من أهم ما قاله :
وأشار إلى أن من أهم مقال قاله: "الخضوع للفتوى "عبودية وإلغاء لعقل" الإنسان وإرادته( هكذا) ..!
* أن كل من يفتى يفرض رأيه الشخصى ( وكأن من يفتى لا يستند إلى الفقه والقرآن والحديث والسنة) ولا يجوز أن تكون هناك سيطرة لهيئة دينية على المواطن، وأن لا كهنوت فى الإسلام، وأن على المسلم أن يستفتى قلبه فقط .. !
* أن الخضوع للفتوى والسلطة الدينية، لا يجوز ويجب الخضوع للدستور والقانون ( يعنى أن تخضع فى أمر دينك للقوانين الوضعية البشرية والحكومات) ..!
* أن إنشاء هيئة للفتوى، تخل بحقوق المواطنين غير المسلمين وتتجاهلهم، وحين راجعه المذيع بأن غير المسلم يلجأ لهيئة دينه وأنه لن يلجأ لهيئة إسلامية، قال بأن هذا تكريس للطائفية (يعنى لا كده نافع ولا كده نافع) .. !
* من يضمن أن يكون فى هذه اللجان فيما بعد متطرفين وإخوان.. نعم هكذا قال. !! " انتهى كلام الهلالي.
وعلق طه "أنا لم أصدق ما سمعت من عالم خريج الأزهر وينتمى إليه، واستشعرت بصورة مباشرة بأنه كاره بشدة وربما موجَّهٌ لعداء الأزهر وكل من ينتمى إليه أو يصدر عنه.. ! - إنه أمر مؤسف ومذهل.. ومن يريد التأكد فليستمع لهذا الحوار مع عمرو أديب.. !!".