كشف فريق تابع لوزارة الصحة عن العثور على 500 أمبول مخدر منتهي الصلاحية منذ أكثر من ثلاث سنوات، داخل مخزن الأدوية بمستشفى الصدر في بورسعيد، ما يشير إلى خلل خطير في منظومة الرقابة الدوائية، وتراخي في التعامل مع مواد من المفترض أن تكون شديدة الحذر في تداولها وتخزينها.

الفريق الذي أجرى التفتيش، أشار إلى بطء غير مبرر في اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه الأمبولات سواء قبل أو بعد انتهاء صلاحيتها، كما تم التواصل مع مديرية الشؤون الصحية لاتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة، وتسليم هذه المواد إلى الشركة المختصة، بعد استعجال كافة الخطوات الإدارية الضرورية.

شكاوى من التمريض وتعنت إداري
وخلال الزيارة، استمع الفريق إلى شكاوى من أعضاء هيئة التمريض بالمستشفى، الذين أكدوا عدم صرف حافز الطوارئ والإشراف منذ سنوات، متهمين إدارات الموارد البشرية وبعض الجهات الأخرى بالتعنت في تنفيذ مستحقاتهم المالية رغم استمرارهم في العمل تحت ظروف صعبة، خاصة في أقسام العزل والطوارئ.

أزمة الرقابة على الأدوية منتهية الصلاحية: نصف مليار جنيه في السوق المصري
وتأتي هذه الواقعة في وقت حرج، إذ كانت الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية بوزارة الصحة قد أصدرت في أول مارس 2025 منشورًا تطالب فيه الجهات الرقابية بضبط وتحريز 7 أصناف دوائية يتم تداولها في السوق المحلي والوحدات الحكومية، ضمن حملة تهدف إلى الحد من ظاهرة الأدوية المغشوشة وغير المطابقة للمواصفات.

وأكدت الإدارة في بيانها أن على الشركات المنتجة سحب المستحضرات من الأسواق، وتسليم الأحراز لمندوبيها، بعد أخذ تعهد بعدم فتحها إلا في حضور مفتش الصيدلة، مع إبلاغ الوزارة بكميات الأدوية التي تم تحريزها.

مخاطر دوائية تهدد حياة المرضى
قال هيثم عبدالعزيز، عضو مجلس إدارة نقابة الصيادلة، إن "شيوع الأدوية المغشوشة وغير المطابقة للمواصفات أصبح خطرًا داهمًا يهدد حياة الآلاف"، موضحًا أن معظم عمليات سحب هذه الأدوية تتم فقط على الورق دون تنفيذ حقيقي.

وأشار عبدالعزيز إلى أن 7% من الأدوية المغشوشة عالميًا يتم تداولها في السوق المصري، ما يعني أن من بين كل 100 عبوة مغشوشة في العالم، هناك 7 يتم بيعها داخل مصر، لافتًا إلى أن قيمة الأدوية منتهية الصلاحية المتداولة في السوق المحلي تصل إلى نصف مليار جنيه.

وأوضح أن الأدوية المغشوشة عادة ما تُصنع في مصانع "بير السلم" غير المرخصة، وتقوم بتقليد شكل وتركيبة المنتجات الأصلية، مما يصعّب اكتشافها إلا من خلال تفاصيل دقيقة تعرفها الشركات الأصلية وحدها.

أما الأدوية غير المطابقة للمواصفات، فبعضها يعاني من نقص في المادة الفعالة، أو تلف فيزيائي رغم حداثة إنتاجها، وهو ما يؤكد غياب معايير صارمة للجودة.

قائمة الأدوية المحظورة
وفي بيان رسمي، طالبت وزارة الصحة بسحب عدد من التشغيلات من الأسواق، وهي:

أقراص "بيكو" – تشغيلات 154103 و120074 – إنتاج شركة مصر.

"كيفاديم 500 مجم فيال" – إنتاج شركة سيجماتك.

"سترونج بى" – من إنتاج سيجما لصالح Later Pharmauk.

"Lidocain hcl vial" – عدة تشغيلات.

"Precdex solution for L.V infusion" – استيراد شركة المجموعة المتحدة.

"Erythrin granules for 80 ml susp".

"Sodium valprote oral solution" – تشغيله رقم 41507 – استيراد المجموعة المتحدة.