تستعد شركة المهن الطبية لتصدير نحو 550 ألف عبوة إنسولين إلى دولة كوبا خلال شهر مايو المقبل، وهي كمية تعادل 30% من احتياجات الدولة اللاتينية، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة وسط أزمة نقص الدواء في السوق المحلي.
ورغم أن تصريحات سابقة لوزارة الصحة أكدت "عدم وجود أزمة" في وفرة الإنسولين، إلا أن الواقع على الأرض لا يزال يشي بعكس ذلك، إذ تواصلت خلال الأشهر الماضية شكاوى المرضى من صعوبة الحصول على أقلام الإنسولين، خصوصًا في المحافظات، وسط تأخر وصول الكميات إلى الصيدليات العامة والتأمين الصحي والمستشفيات الجامعية.
كوبا أولًا.. رغم تراجع التصدير لأفريقيا
بحسب المصدر داخل الشركة التابعة لـ"أكديما" – الذراع الدوائية التابعة للحكومة – فإن كوبا تعتبر الشريك الدولي الأبرز في ملف تصدير الإنسولين المصري، بعدما استوردت خلال عام 2024 نحو 416 ألف عبوة، ومن المقرر أن ترتفع الكمية المصدّرة بنسبة 32% خلال العام الجاري.
ويُنتظر أن يرتفع أيضًا سعر العبوة المصدّرة بنسبة تتراوح بين 5 إلى 7% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة لتزايد تكاليف الشحن والنقل البحري والجوي، في الوقت الذي يعاني فيه السوق المحلي من اضطرابات في وفرة وتوزيع الدواء.
بالمقابل، سجل التصدير تراجعًا ملحوظًا إلى دول مثل اليمن والسودان والصومال وجنوب السودان ونيجيريا، حيث لم تتجاوز الكميات المصدرة إليها 5 آلاف عبوة لكل دولة، في مؤشر على إعادة توجيه الأولويات التصديرية صوب كوبا.
أي إنسولين يُصدر؟ وأيّهم يُترك للمرضى؟
المصدر أوضح أن الشركة تُنتج 3 أنواع من الإنسولين، أكثرها استخدامًا محليًا هو بتركيز 70/30، الذي "لا يمكن المساس به"، حسب وصفه، نظرًا لأن هيئة الدواء تخصص مواده الخام للإنتاج المحلي فقط.
أما النوعان الآخران، فهما الأقل تداولًا محليًا، ما يتيح التوسع في تصديرهما.
لكن ذلك لا يخفف من حدة الانتقادات، في ظل صعوبات حقيقية في الحصول على أي نوع من الإنسولين في بعض المناطق، حسب شكاوى وردت وسبق أن وثقتها منظمات مجتمع مدني ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
الحكومة: لا أزمة.. بينما المرضى يشتكون
سبق لوزير الصحة خالد عبد الغفار أن برر في أغسطس 2024 تصدير شحنة من الإنسولين إلى أمريكا الجنوبية بأنها "شحنة صغيرة"، وأكد حينها أن "مصر لا تعاني من نقص في الإنسولين"، إلا أن مرضى السكري في مناطق متعددة من البلاد أكدوا العكس، ووصفوا معاناتهم بـ"اليومية".
كما أكد محمود فؤاد، مدير جمعية الحق في الدواء، عن تلقي الجمعية شكاوى عديدة بشأن اختفاء أقلام الإنسولين من منافذ الصرف الحكومية والخاصة، ووصف رحلة الحصول على عبوة دواء بأنها "معقدة وروتينية ومحبطة".
السكري في مصر.. أرقام مقلقة
تعكس البيانات الرسمية خطورة نقص الإنسولين في بلد يُعد من أكثر دول الشرق الأوسط والعالم العربي إصابة بمرض السكري، إذ تشير إحصاءات الاتحاد الدولي للسكري لعام 2021 إلى أن نحو 11 مليون مصري تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عامًا مصابون بالمرض، بنسبة تفوق 20.9% من البالغين.