في ظل الارتفاع التاريخي لأسعار الذهب في السوق المصري، وتخطي سعر الجرام من عيار 21 حاجز 4740 جنيهًا، انتشرت مؤخرًا حملات دعائية مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي، تروّج لما بات يُعرف بين المتابعين بـ«الذهب زيرو مصنعية»، وهو ما أثار موجة جدل وتساؤلات واسعة بين المواطنين، وسط تحذيرات متزايدة من شعبة الذهب باتحاد الصناعات حول مخاطر هذه الصيغة التجارية الجديدة.

فمع ارتفاع تكلفة المصنعية على الذهب المحلي إلى نحو 300 جنيه، وبلوغها حدود 700 جنيه للذهب المستورد، وجد بعض التجار في شعار «زيرو مصنعية» وسيلة فعالة لجذب الزبائن وتحريك الأسواق الراكدة، في وقت يشهد فيه الطلب المحلي تراجعًا ملحوظًا، لصالح عمليات إعادة البيع أو التوجه لشراء السبائك والجنيهات الذهبية.

لكن خلف هذه العروض المغرية، تحذر جهات متخصصة من وجود تلاعب محتمل، سواء في نوعية المشغولات أو في طبيعة الأحجار المصاحبة لها، الأمر الذي دفع الشعبة الرسمية للتحذير صراحة من هذا الاتجاه، مؤكدة أن «لا وجود لذهب دون مصنعية»، وأن ما يُباع تحت هذا الاسم ليس سوى ذهب مستعمل، يُعاد طرحه مجددًا مع خصم جزئي من تكاليف التصنيع والضرائب.
 

تحذيرات رسمية.. لا ذهب بلا مصنعية
   في هذا السياق، قالت شعبة الذهب باتحاد الصناعات المصرية، إن كافة المشغولات الذهبية المتداولة في السوق تخضع لمصنعية محددة، تشمل تكلفة التصميم والصياغة والعمالة والخامات والتغليف والتشغيل، وهي جزء لا يتجزأ من القيمة الفعلية للمنتج.

وأكدت الشعبة أن ترويج فكرة «زيرو مصنعية» ما هي إلا خدعة تسويقية، تلعب على رغبة المستهلك في شراء الذهب بسعر أقل، لكنها تُخفي في طياتها مخاطر تتعلق بجودة المشغولات أو دقة العيارات، أو حتى الاحتيال عبر إدخال أحجار غير كريمة مثل الزجاج أو الزركون لتعويض فرق التكلفة.
 

إمبابي: التلاعب وارد.. والحذر واجب
   من جانبه، أوضح سعيد إمبابي، عضو شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن إطلاق مصطلح «زيرو مصنعية» ما هو إلا محاولة من بعض التجار لتحفيز حركة البيع في وقت يعاني فيه السوق من الركود، مؤكدًا أن الذهب لا يمكن إنتاجه أو بيعه دون تحمّل تكاليف التصنيع.

وأشار إمبابي إلى أن بعض الورش الصغيرة تقوم بإعادة تدوير مشغولات قديمة أو من ماركات شهيرة، وتضيف إليها أحجارًا منخفضة القيمة لتعويض فرق المصنعية، ثم تعرضها تحت لافتة «زيرو مصنعية»، وهي ممارسات وصفها بأنها خطيرة وقد تندرج تحت بند الغش التجاري.
 

نجيب: الذهب المستعمل هو الحقيقة.. والفاتورة ضرورة
   أما نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقًا، فأكد أن الذهب الذي يُعرض على أنه «زيرو مصنعية» هو في الحقيقة ذهب مستعمل بحالة جيدة، يُعاد بيعه بعد خصم جزء من الضريبة والدمغة التي تم دفعها في أول مرة، لكنه لا يخلو من المصنعية تمامًا، بل تُضاف إليه مصنعية بسيطة تتراوح عادة بين 50 إلى 100 جنيه.

وشدد نجيب على ضرورة الشراء من محال موثوقة ومعروفة السمعة، والحصول دائمًا على فاتورة رسمية تتضمن الوزن والسعر والعيار، باعتبارها الضمان الوحيد لحق المشتري عند إعادة البيع.

وأشار إلى أن المشغولات الجديدة، خاصة المستوردة منها، تصل مصنعية الجرام فيها إلى 700 جنيه، فيما تتراوح للمحلي بين 100 إلى 300 جنيه، أما السبائك والجنيهات الذهبية فتُضاف إليها مصاريف تغليف بسيطة وتخضع للضريبة والدمغة.
 

أسعار الذهب تواصل الصعود
تأتي هذه التحركات في وقت تُسجّل فيه أسعار الذهب ارتفاعات شبه يومية، حيث بلغت الأسعار اليوم الأربعاء ما يلي:

  • عيار 18: 4063 جنيه
  • عيار 21: 4740 جنيه
  • عيار 24: 5417 جنيه
  • جنيه الذهب: 37920 جنيه
  • الأونصة بالدولار: 3307 دولار