تشهد إسرائيل حالياً تزايداً كبيراً في هجرة الأموال إلى الخارج، في ظاهرة غير مسبوقة في تاريخها.
وتكشف معطيات رسمية حكومية عن تحول ضخمة لرؤوس الأموال، حيث بلغت نسبة تحويل الأموال إلى الخارج زيادة قدرها 50% في الأشهر الأخيرة.
يقدر حجم الأموال التي تم تهريبها بـ7 مليارات دولار خلال ستة أشهر فقط، وهو ضعف المعدلات المسجلة في السنوات السابقة.
تحليل الأرقام وارتفاع معدل الهروب
منذ بداية عام 2024، شهدت إسرائيل موجة كبيرة من سحب الأموال، حيث ارتفع الإنفاق الإسرائيلي من 2.18 مليار دولار في الربع الثالث من 2023 إلى 3.51 مليار دولار في الربع الثاني من 2024.
كما سجلت أصول القطاع الخاص الإسرائيلي في الخارج زيادة كبيرة، تصل إلى 20.5 مليار دولار، مع ارتفاع ودائع الإسرائيليين في الخارج ب7.76 مليار دولار، لتصل إلى 18 مليار دولار.
المليونيرات الإسرائيليون في حالة فرار
وفقاً للبيانات، بلغ عدد المليونيرات الإسرائيليين الذين هاجروا إلى الخارج 1700 شخص، في وقتٍ يتراجع فيه عدد المليونيرات الجدد في إسرائيل بشكل ملحوظ.
ففي عام 2023 كان المعدل 45%، لكنه انخفض إلى 25% فقط في 2024، مما يثير القلق حول مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي في ظل هذا التدهور.
التأثيرات الاقتصادية الخطيرة على المدى البعيد
هناك تخوفات إسرائيلية كبيرة من أن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى انهيار اقتصادي أو على الأقل إلى أزمة اقتصادية عاصفة.
فقد شهد الاحتلال الاسرائيلي لأول مرة انخفاضاً كبيراً في عدد الأثرياء الذين هاجروا إليها، ليخرج اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي من المراكز العشرة الأولى كمكان جذاب لهجرة أصحاب رؤوس الأموال.
أسباب هروب الأموال
يرتبط هذا التحول الكبير في حركة الأموال بعدد من العوامل السياسية والاقتصادية، أبرزها:
- الانقلاب القانوني الذي تنفذه الحكومة الحالية والذي أثار قلق المستثمرين.
- عدم الاستقرار السياسي الناتج عن مشكلات في الائتلاف الحكومي.
- الحرب على غزة وما نتج عنها من تهديدات أمنية غير مسبوقة.
- تراجع التصنيف الائتماني لإسرائيل، خاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا والهايتك.
التوجهات المستقبلية للأموال المهاجرة
تتجه الأموال المهاجرة إلى عدة وجهات خارجية، أبرزها:
- المجر: التي أطلقت برامج لجذب رؤوس الأموال مقابل الحصول على الجنسية.
- اليونان: التي تجذب المستثمرين في القطاع العقاري.
- إيطاليا: التي تقدم حوافز ضريبية للأثرياء.
- الإمارات: التي باتت وجهة مفضلة بفضل برنامج الإقامة الذهبية.
- جزر الكاريبي: التي توفر فرص استثمارية في مجال الفنادق الفاخرة.
مخاوف من "الانهيار الاقتصادي" في المستقبل
التخوفات الإسرائيلية تتزايد مع استمرار هجرة الأموال، خاصةً في ظل تراجع الاستثمارات الأجنبية وانخفاض النشاط في بورصة تل أبيب.
وفي الوقت الذي يشهد فيه السوق الإسرائيلي تراجعاً حاداً في عدد المشاريع الجديدة، يُتوقع أن يظل هروب رؤوس الأموال إلى الخارج في تزايد، مما يهدد بتداعيات اقتصادية خطيرة، تتراوح بين تدهور سريع للأوضاع الاقتصادية أو أزمة ممتدة على المدى البعيد.