كشفت وثائق بريطانية رفعت عنها السرية أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، كان متوجسًا بشدة من نوايا السعودية لدرجة أنه طلب من الولايات المتحدة التدخل لوقف مطالب الرياض الإقليمية تجاه حلفائها في الخليج.
منذ تأسيس الإمارات عام 1971، تصاعدت الخلافات الحدودية مع السعودية، ما أدى إلى توقيع "اتفاقية جدة" في عام 1974. نص الاتفاق على اعتراف السعودية باستقلال الإمارات وتخليها عن جزء من مطالبها في واحة البريمي، مقابل حصولها على جزيرة الحويصات وعائدات حقل الشيبة النفطي الممتد جزئيًا داخل الأراضي الإماراتية.
رغم ذلك، رفضت الإمارات التصديق على الاتفاق منذ عام 1975، مشيرة إلى تفاوت بين ما تم الاتفاق عليه شفويًا وبين النص المكتوب، وسعت لاحقًا لإعادة التفاوض بشأنه. التوترات بين الدولتين تصاعدت مؤخرًا، خاصة بعد أن رسمت أبوظبي حدودها البحرية بشكل أحادي، ما اعتبرته الرياض انتهاكًا للاتفاق.
في إبريل 2024، رفعت السعودية شكوى إلى الأمم المتحدة بعد إعلان الإمارات منطقة بحرية متنازع عليها كمحمية طبيعية. كما رفضت الرياض مرسومًا إماراتيًا صدر عام 2019 باعتبار مجموعة جزر الياسات محمية بحرية، وهو قرار يعود أصله إلى عام 2005.
في عام 1986، التقى الشيخ زايد والنائب البريطاني المحافظ جوليان أمري في أبوظبي، وناقشا العلاقات بين الخليج، بريطانيا والولايات المتحدة. أمري، المعروف بتوجهاته الصهيونية ودعمه للاستعمار البريطاني، كان صديقًا للعائلة الحاكمة في الإمارات.
أوضحت الوثائق أن الشيخ زايد ومعه الشيخ سرور، رئيس الديوان، أبلغا أمري بأنهما خاطبا الولايات المتحدة للتدخل في النزاع مع السعودية. كتب أمري بعد اللقاء أن الشيخين أبديا شكوكًا عميقة تجاه السعودية، رغم أن مطالب الرياض كانت موجهة حينها بشكل أساسي إلى عمان.
الشيخ زايد عبّر خلال اللقاء عن ندمه على توقيع اتفاقية جدة، وقال إنه شعر بأنه "تنازل أكثر مما ينبغي". كما أبلغه أنه تحدث بصراحة مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، ريتشارد مورفي، مطالبًا واشنطن بأن تُقنع السعودية بالتوقف عن المطالبات الإقليمية، ليس فقط من وجهة نظر الإمارات، بل باعتبارها وجهة نظر أمريكية كذلك.
بعد زيارته للمنطقة، التي شملت أيضًا سلطنة عمان، كتب أمري تقريرًا أرسله إلى رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر ووزير الخارجية جيفري هاو. أشار فيه إلى أن القيادة الإماراتية كانت، للمرة الأولى، أكثر انشغالًا بالتهديدات السعودية من القضية الفلسطينية، حيث ذكر الشيخ زايد أنه لم يناقش فلسطين سوى "بشكل عام" خلال اجتماعه مع مورفي.
وأشار أمري أشار في مذكراته إلى أن بريطانيا كانت في السابق الحامية لإمارات الساحل المتصالح، وقد دافعت عن البريمي ضد ما وصفه بـ"العدوان السعودي". وهاجم الحكومة العمالية البريطانية على خلفية تراجع النفوذ البريطاني بعد استقلال الإمارات، ما أفسح المجال أمام النفوذ الأمريكي.
ورغم ذلك، أشار إلى تحسن في العلاقات بين بريطانيا والإمارات، مرجعًا ذلك إلى تراجع الثقة الإماراتية في واشنطن من جهة، وتحسن الاقتصاد البريطاني من جهة أخرى.
https://www.middleeastmonitor.com/20250414-sheikh-zayed-sought-us-intervention-to-curb-saudi-territorial-claims-against-gulf-states-uk-documents-reveal/