في أوائل عام 2025، اكتشفت المهندسة إبتهال أبو السعد أن مايكروسوفت، الشركة التي عملت بها لثلاث سنوات ضمن قسم الذكاء الاصطناعي، توفر بنية تحتية تكنولوجية للجيش الإسرائيلي تُستخدم في العدوان على غزة.
كانت ابتهال تعمل في تحويل الصوت إلى نصوص، أدركت أن عملها ساهم بشكل غير مباشر في تنفيذ ما وصفه خبراء حقوق الإنسان بالإبادة الجماعية.

من خلال مشروع يُدعى "أزور"، قدمت مايكروسوفت مجموعة خدمات للجيش الإسرائيلي، مثل التخزين السحابي، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات التعرف على الوجه.
هذه الأدوات استُخدمت من قِبل وحدات مثل الوحدة 8200 ووحدة 81 وسلاح الجو الإسرائيلي لإعداد "قوائم قتل".

مع تصاعد الحرب على غزة بعد 7 أكتوبر 2023، ارتفع استخدام الجيش الإسرائيلي لخدمات مايكروسوفت بنسبة 60٪.
وعندها شعرت ابتهال بالصدمة، خاصة بعد معرفتها أن قسمها يطوّر أدوات تُستخدم مباشرة في الحرب، وقالت: "لم أكن أعلم أنني أكتب شيفرات تُستخدم في ارتكاب جرائم حرب".

انضمت إلى حملة "لا لأزور من أجل الفصل العنصري"، التي أطلقها موظفون في مايكروسوفت عام 2023، للمطالبة بوقف التعاون مع إسرائيل.
حاولت ابتهال وزميلتها فانيا أغراوال التحدث إلى الإدارة، مراسلة المدير التنفيذي والمشاركة في منتديات داخلية، لكن إدارة الشركة تجاهلت مطالبهم.

مع ازدياد القصف الإسرائيلي في مارس 2025، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 100 طفل يوميًا، قررت ابتهال وفانيا اتخاذ موقف علني.
في 4 أبريل، وخلال احتفال مايكروسوفت بمرور 50 عامًا على تأسيسها، قاطعت ابتهال كلمة الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان، وصرخت: "عيب عليك يا مصطفى! تقول إنك تستخدم الذكاء الاصطناعي للخير، لكنه يُستخدم في قتل أهلنا".

بعد دقائق، صعدت فايا إلى المسرح الذي كان يجلس عليه بيل جيتس وستيف بالمر وساتيا ناديلا، وقالت: "خمسون ألف فلسطيني قُتلوا باستخدام تكنولوجيا مايكروسوفت.
كيف تجرؤون على الاحتفال؟". تم إخراجهما من القاعة وطردتا من العمل في اليوم التالي، بتهمة "العصيان وسوء التصرف".

قالت فايا: "كان من الصعب الاستمرار في العمل لشركة تقف بوضوح في الجانب الخاطئ من التاريخ".
أما ابتهال، فأكدت أنها لم تعد قادرة على غض الطرف عن استخدام تكنولوجيتها في قتل الفلسطينيين، واعتبرت أن إثارة الوعي أهم من الحفاظ على الراحة أو الوظيفة.

لم ترد مايكروسوفت على استفسارات الإعلام. لكن الحملة ضدها اتسعت.
في فبراير، واجه موظفون المدير التنفيذي في اجتماع وهم يرتدون قمصانًا كُتب عليها: "هل يقتل كودنا الأطفال؟".
كما أدرجت حركة مقاطعة إسرائيل منتجات الألعاب التابعة لمايكروسوفت، مثل Xbox وCall of Duty وMinecraft، ضمن أهداف المقاطعة.

حسام نصر، الذي طُرد في أكتوبر 2024 بعد تنظيمه وقفة حداد لضحايا غزة، قال إن مايكروسوفت لم تعد قادرة على التستر خلف اسمها التجاري.
وأضاف أن رد الشركة بفصل الموظفين يُظهر خوفها من حركة داخلية متنامية تطالب بالمحاسبة.

ابتهال، التي عادت إلى كندا، قالت إن مايكروسوفت سوّقت لفكرة أن العمل في الذكاء الاصطناعي هو خدمة للإنسانية، لكن الحقيقة أن تقنياتها تُستخدم في القتل والتدمير.
واختتمت: "يروجون لصورة زائفة عن الابتكار من أجل الخير، لكن قراراتهم تظهر عكس ذلك تمامًا".

https://www.middleeasteye.net/news/inside-campaign-end-microsofts-collaboration-israeli-army