يشهد سوق النقل تحولات ملحوظة مع دخول قرار حكومة عبدالفتاح السيسي برفع أسعار الوقود، في خطوة من شأنها أن تعيد تشكيل تعريفة المواصلات العامة والخاصة، لا سيما في قطاع النقل الذكي الذي يعتمد بشكل مباشر على الوقود في تقديم خدماته.
 

الزيادة الأكبر منذ أشهر... و"دي دي" تتحرك سريعًا
   أعلنت منصة النقل الذكي "دي دي مصر" عن رفع تعريفة الركوب بنسبة 7%، استجابة مباشرة لقرار الحكومة برفع أسعار البنزين بأنواعه بنحو 13% في متوسطه العام، وهي أكبر زيادة تشهدها أسعار المحروقات منذ عدة أشهر.

وفي إشعار رسمي تم توجيهه إلى السائقين عبر التطبيق، أوضحت الشركة أن هذا التعديل في التعريفة يهدف إلى حماية دخل السائقين وضمان استمرارية الخدمة، مشيرة إلى أنها تسعى لتعويض السائقين عن الزيادة المفاجئة في تكاليف التشغيل.

كما أعلنت "دي دي" عن تعاون جديد مع شركة "ماستر غاز" لتقديم خصومات على الغاز للفئة المتميزة من السائقين العاملين معها، في محاولة لتقليل عبء الوقود.
 

شركات النقل الذكي تراجع سياساتها
   من جانب آخر، أشارت مصادر داخل قطاع النقل إلى أن عدة شركات تعمل في خدمات النقل الذكي مثل "أوبر" و"إن درايف" بدأت بدراسة تأثير الزيادة الجديدة في أسعار الوقود على تعريفة الركوب، تمهيدًا لاتخاذ قرارات مماثلة خلال الأيام المقبلة.

تقول مصادر مطلعة في القطاع إن المشاورات تتركز حاليًا حول صياغة تعريفة جديدة توازن بين مصالح السائقين وقدرة الركاب على الدفع، خاصة في ظل الأعباء الاقتصادية التي يعاني منها الشارع المصري.
 

أرقام جديدة تضع المواطن تحت ضغط متزايد
وشملت الزيادة في الأسعار كافة أنواع الوقود، وجاءت كالتالي:

  • بنزين 95: ارتفع إلى 19 جنيهًا للتر
  • بنزين 92: وصل إلى 17.25 جنيهًا للتر
  • بنزين 80: أصبح 15.75 جنيهًا للتر
  • السولار والكيروسين: حددا بـ 15.5 جنيهًا للتر
  • المازوت للصناعات: بلغ 10500 جنيه للطن
  • أسطوانة البوتاجاز المنزلي: وصلت إلى 200 جنيه
  • الأسطوانة التجارية: 400 جنيه
  • الغاز الصب: 16000 جنيه للطن
  • الغاز لقمائن الطوب: 210 جنيهًا للمليون وحدة حرارية
     

مخاوف من تسلسل في ارتفاع الأسعار
يرى خبراء اقتصاد أن الزيادة الجديدة ستترك أثرًا مباشرًا ليس فقط على خدمات النقل الذكي، بل ستنعكس على أسعار السلع والخدمات نتيجة لارتفاع تكلفة النقل والشحن.

قال الدكتور حسام عبدالعظيم، الخبير الاقتصادي، إن "الوقود يدخل في كل مراحل الإنتاج والنقل والتوزيع، وبالتالي فإن أي زيادة فيه تنعكس على المواطن بشكل غير مباشر عبر موجة تضخم جديدة".
 

مواطنون بين صدمة الأسعار والبحث عن بدائل
   وفي الشارع، عبّر مواطنون عن قلقهم من تأثير هذه الزيادات على ميزانية أسرهم اليومية، في ظل الارتفاعات المتتالية في الأسعار. تقول ريهام، موظفة ثلاثينية، "بستخدم تطبيقات النقل الذكي يوميًا، وزيادة التعريفة مع ارتفاع باقي الأسعار هتخليني أعيد حساباتي من أول وجديد".

من جهة أخرى، عبّر سامي، سائق سيارة أجرة يعمل عبر أحد تطبيقات النقل، عن تفهمه لزيادة الأسعار، لكنه أضاف قائلاً: "لو استمرت هذه الزيادات في الأسعار، في الحقيقة، قد لا أتمكن من الاستمرار في العمل. بالنسبة لي، الوقود هو أكبر عبء مالي يومي، وأي زيادة تشكل تحديًا كبيرًا".

أما أحمد، أحد مستخدمي النقل الذكي، فقد أشار إلى أن زيادة تعريفة الركوب قد تضطره إلى البحث عن بدائل أخرى. وأضاف: "إذا استمرت الأسعار في الارتفاع، سأضطر للاعتماد على وسائل النقل العامة رغم ما تحمله من مشكلات في الجودة والوقت".