شهدت أسعار الذهب في السوق المصري قفزة جديدة خلال منتصف تعاملات الأربعاء، لتواصل سلسلة الارتفاعات المتتالية التي باتت تشكّل مؤشرًا حيويًا على اضطراب السوق النقدي وتزايد الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن، وسط تصاعد حدة التذبذب في سعر صرف الجنيه أمام الدولار.
قفزة كبيرة في الأسعار المحلية
ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 -وهو الأكثر تداولًا بين المصريين- إلى 4445 جنيهًا، بزيادة قدرها 105جنيهًا مقارنة بسعره في بداية التعاملات صباح اليوم.
أما سعر الجرام من عيار 24، وهو العيار الأعلى نقاءً، فسجل 5080 جنيهًا، بينما بلغ سعر عيار 18 الأكثر تداولًا في محافظات الصعيد 3810 جنيهًا للجرام.
وارتفع كذلك سعر الجنيه الذهب إلى 35560 جنيه، مع الإشارة إلى أن السعر قد يختلف من تاجر لآخر باختلاف المصنعية والعمولة، ويعكس هذا الرقم قيمة الذهب الخالص دون إضافة أي كلفة تصنيع.
الذهب عالميًا.. تحرك حاد وتاريخي
لم يكن الارتفاع المحلي منفصلًا عن السياق العالمي، إذ شهدت الأسعار العالمية للذهب صعودًا ملحوظًا بنسبة 2.02%، ليسجل سعر الأوقية نحو 3077 دولارًا، وفقًا لأحدث بيانات وكالة بلومبرج.
يُذكر أن الأوقية الواحدة تعادل نحو 31.1 جرامًا من الذهب عيار 24، ما يجعل هذا المستوى العالمي من الأسعار من بين الأعلى تاريخيًا، مدفوعًا بمخاوف المستثمرين من تباطؤ الاقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية، إلى جانب توقعات خفض الفائدة الأميركية لاحقًا هذا العام.
الدولار يضغط على السوق المحلي
تزامن ارتفاع أسعار الذهب مع تحركات سعر الدولار، الذي تخطى حاجز 51.74 جنيهًا في بعض التعاملات، فيما استقر سعره الرسمي في البنوك عند 51.76 جنيهًا، وبلغ في الأسواق الموازية المعروفة بـ"دولار الصاغة" 51.35 جنيهًا.
هذا التفاوت يعكس استمرار حالة عدم اليقين في سوق الصرف، ويدفع الكثير من المصريين إلى تحويل مدخراتهم من الجنيه إلى الذهب، تحسبًا لمزيد من التراجع في العملة المحلية.