حذَّر تقرير جديد صادر عن منظمة فرونت لاين إيدز من تفشي وباء فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ارتفعت معدلات الإصابة الجديدة بشكل كبير وسط النزاعات المستمرة والنزوح القسري.

ووفقًا لتقرير "الوقاية والمساءلة"، الذي يحلل استراتيجيات مكافحة الفيروس في المنطقة، فقد شهدت مصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس زيادة في عدد الحالات بنسبة 116% منذ عام 2010، في حين شهد العالم انخفاضًا بنسبة 39% في نفس الفترة. وكانت مصر الأكثر تضررًا، حيث ارتفعت الحالات فيها بنسبة 609% منذ عام 2010.

يعود هذا الارتفاع إلى عدم الاستقرار السياسي والصراعات المستمرة التي تؤدي إلى ضعف الحوكمة وتدمير البنية التحتية العامة، مما يعرقل تقديم الخدمات الصحية. كما تظل الفئات المهمشة، مثل المثليين والمتحولين جنسيًا والعاملين في الدعارة ومتعاطي المخدرات بالحقن والمعتقلين هم الأكثر عرضة للإصابة، ويواجهون تمييزًا اجتماعيًا وقوانين صارمة تمنعهم من الحصول على خدمات الوقاية والعلاج.

 

نقص التمويل يزيد الوضع سوءًا

تشير بيانات اليونيسف لعام 2022 إلى أن 67% فقط من المصابين الذين تتجاوز أعمارهم 15 عامًا كانوا على دراية بإصابتهم، في حين يتلقى 50% منهم العلاج، بينما استطاع 45% فقط تقليل الحمل الفيروسي لديهم إلى مستويات آمنة. كما أن 20% من الإصابات الجديدة سُجلت بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا.

ويُعد نقص التمويل أحد أكبر التحديات التي تعرقل جهود مكافحة المرض، حيث تلقت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 1% فقط من التمويل العالمي المخصص لمكافحة الفيروس في عام 2023، في حين أن المتطلبات الفعلية تستلزم 15 ضعف هذا التمويل. وأدى العجز بنسبة 85%، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والتضخم المتصاعد، إلى إضعاف الاستجابة الصحية لمواجهة المرض.

 

دعوات للتحرك العاجل

أكد التقرير على الدور الحيوي للمجتمع المدني في مكافحة الفيروس، لكنه أشار إلى أن القيود القانونية وتقلص مساحة الحريات تعيق هذه الجهود. وحذرت جولدا عيد، مديرة البرامج في فرونت لاين إيدز، من أن المنطقة "تُترك خلف الركب"، وأنه دون اتخاذ إجراءات عاجلة وزيادة الاستثمارات، فقد يتفاقم الوباء بوتيرة غير مسبوقة.

وقالت عيد: "المنظمات في المنطقة تبذل جهودًا كبيرة رغم قلة الموارد، لكننا بحاجة إلى قيادة سياسية أقوى، وتمويل أكبر، والتزام بمكافحة الوصم والتمييز. لا يزال هناك أمل في إنقاذ الأرواح وبناء مستقبل خالٍ من الإيدز، لكن يجب أن نتحرك الآن".

من جانبه، أعرب محمد الخماس، رئيس قسم الإجراءات الدولية في فرونت لاين إيدز عن قلقه من أن الأرقام الواردة في التقرير قد تكون أقل من الواقع، مشيرًا إلى أن "الزيادة البالغة 116% مرتبطة بانخفاض معدلات الفحوصات، كما أن الحجم الفعلي للفئات الأكثر عرضة للعدوى غير معروف بدقة، مما يقلل من إمكانية الوصول إليهم. ومن المحتمل أن تكون الأرقام أكثر إثارة للقلق في السنوات المقبلة إذا زاد عدد الفحوصات".

دعا التقرير الحكومات في المنطقة إلى زيادة الاستثمارات في برامج الوقاية، ووضع استراتيجيات وطنية فعالة لمكافحة الفيروس، وإزالة العقبات التي تمنع الفئات المهمشة من الحصول على الرعاية الصحية.

https://www.middleeasteye.net/news/new-report-warns-escalating-hiv-epidemic-across-middle-east-and-north-africa