كرر عبد الفتاح السيسي، في مشهد أثار الجدل مجددًا عن دعوته لطمأنة المصريين، مؤكدًا أنه لا داعي للقلق، لأن "ربنا في ضهرنا" على حد تعبيره، وذلك خلال احتفال وزارة الأوقاف، جاءت كلماته وسط تساؤلات متزايدة حول أسباب تكرار هذه الرسالة في أكثر من مناسبة، وما إذا كانت تعكس قلقًا داخل دوائر الحكم.
تصريحات مطمئنة أم مؤشر على قلق خفي؟
قال السيسي: "كتير من الناس بتراهن إن الظروف الصعبة اللي بتمر بيها مصر هيكون لها تأثير سلبي، لكن العجيب إنه بإذن الله الأمر مكنش كده خالص."
وأضاف مخاطبًا الحضور: "كل سنة وأنتم طيبين ومتقلقوش.. ليه متقلقوش؟ لأن هو (الله) اللي في ضهرنا، ومحدش يقدر يعمل حاجة."
ورغم أن هذه التصريحات تهدف لطمأنة الشعب المصري، إلا أنها أثارت تساؤلات بين المراقبين حول مدى القلق الذي تعكسه بشأن الأوضاع الداخلية في البلاد، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والتحديات السياسية.
تحليل الموقف.. هل هناك قلق داخل السلطة؟
علق الدكتور مراد علي، المستشار الإعلامي السابق لحزب الحرية والعدالة، على تصريحات السيسي قائلًا: "السيسي كرر مؤخرًا في عدة مناسبات دعوته لرجال الدولة ولحاشيته بعدم القلق! فهل هناك حالة قلق شديد داخل دوائر الحكم؟"
وأشار إلى أن السيسي لم يُقدّم في كلمته تقييمًا موضوعيًا للأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، وإنما اكتفى بتقديم تطمينات دينية، قائلاً: "الله لن يضيعنا".
وأضاف مراد علي متسائلًا: "أليس خذلان أهل غزة، وتفشي الظلم، واعتقال النساء، ونهب المال العام، واستشراء الفساد، ونشر الفجور في رمضان، وإغلاق منابر الدعوة، أمورًا تدعو للقلق؟ وكيف يطمئن السيسي أنصاره بأن الله في صفهم، في حين أن سنن الله لا تنصر الفساد ولا تؤيد الظالمين؟".
https://x.com/mouradaly/status/1904972895866298374
دلالات الخطاب وتكرار الرسائل الدينية
يأتي تكرار السيسي لهذه العبارات في سياق اقتصادي واجتماعي صعب، حيث يواجه المواطنون أزمة معيشية خانقة، وارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار، فضلاً عن تحديات سياسية وأمنية متزايدة.
ويرى بعض المحللين أن استخدام الخطاب الديني بهذه الطريقة يعكس محاولة لصرف الأنظار عن الأزمات الحقيقية التي تعاني منها البلاد، بدلًا من تقديم حلول عملية.