وسط حرمان قاتل وواقع مر يهدف إلى اغتيال المعتقلين تدريجيًا، يمر عيد الفطر الثاني عشر على أكثر من 60 ألف معتقل سياسي في مصر بلا أمل في انفراجة لأزماتهم التي بدأت مع الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي في 3 يوليو 2013، والذي يحتفل بعيد الفطر الأول في ولايته الثالثة التي تنتهي عام 2030.

وفي نهاية يناير الماضي، قبل شهرين، صدرت قرارات بالعفو عن 4600 سجين جنائي في جرائم مختلفة بمناسبة عيد الشرطة، ولكن 100 ألف معتقل سياسي بريء شريف محترم نظيف يمنعون خروجهم منذ 12 عامًا، بحسب الحقوقي هيثم أبو خليل.

وللعام الـ12 على التوالي، وبعد قضائهم شهر رمضان المبارك، سيستقبل المعتقلون عيد الفطر خلف القضبان، بعيدًا عن عائلتهم وأحبّتهم يُحرمون مجددًا من دفء التجمعات العائلية، ويقضون هذا العيد وحدهم في زنزانة من سجون النظام القمعي المصري، ظلمًا وبهتانًا وزورًا.

"وتُغلَقُ الزنازين تمامًا على مَن فيها طوال فترة الإجازة الرسمية.. ثم تُفتَحُ على أَمَلٍ خادعٍ جديدٍ بإفراجاتٍ مع العيد القادم (الأضحى).. وهكذا.. هناك من يراودهم الأمل الكاذب منذ عامٍ.. أو خمسةٍ.. أو أحد عشر عامًا.. ومنهم من فقد الإحساس بالوقت في حبسه الانفرادي.. بينما الكذب الرسمي يتلاعب بمشاعر المظلومين وذويهم.. حديثٌ ممجوجٌ ومكررٌ عن مرحلةٍ جديدةٍ وحوارٍ جديدٍ وجمهوريةٍ جديدةٍ.. كذبٌ بَواحٌ بلا حياء.. ماكينة كذبٍ لا تتوقف.. يا رب.. لقد اشتاقت آذاننا إلى سماع الصدق"، بحسب المعتقل السابق م.يحيى حسين.
 

غياب الفرحة

وبعد غياب الفرحة في رمضان يتبعه العيد بنفس الملامح القاسية فبحسب المرابطون @morabetoooon "غياب الفرحة في سجون الظلم.. أكثر من 100 ألف أسرة مصرية تغيب عنها الفرحة في رمضان.. في مصر السيسي، لا عيد يكتمل ولا رمضان يمر دون وجع في بيوت آلاف الأسر التي حرمها النظام من أحبائها خلف القضبان.. كيف يحتفل طفل بقدوم العيد دون أبيه المعتقل؟.. كيف تفرح أمٌ وسندها يقبع في زنزانة؟.. السجون امتلأت بالأحرار، والبيوت امتلأت بالألم.. فمتى ينتهي هذا الظلم؟

وفي أبيات يحفظها كثير ممن مر بتجربة الاعتقال ويقرأ هذه الكلمات وكتبتها بنت الحرية @freedomgirl362، "يالي عيدك مش معانا.. عيدك ضلمة ف الزنزانة .. بكره يا حر الظلم يزول.. وتقضي عيدك ويانا".